لم تكن ربة الاسرة فاطمة تتصور ان المبلغ الذي تكتمت عليه أمام حاجة العيال وإلحاح طلبات أفراد الاسرة ، سيتحول إلى بطاقة بيضاء لا تحمل رأسية ، لكنها مختومة بطابع مربع لا يكاد يرى بالعين المجردة.
هكذا وبكل عفوية كشفت فاطمة النقاب لموقع "صوت" عن قصتها مع 12500 أوقية قديمة التي دفعتها مقابل سلفة ب 500 ألف أوقية .
وتقول (ف . م) إن الفضل يرجع إلى زميلتها (ع . ش) التي محل ثقة لديها وتعتبرها سياسية مرموقة ، حيث اسرت إليها ان بنك في نواكشوط يدعي (نواكشوط اكريدي) يُقسم القروض على النساء دون إضافات ربوية ، وانها بصدد تكوين مجموعة من 40 سيدة.
ما كان ل (ف . م) ان تنضم لمجموعة النساء لولا علاقتها ب (ع . ش) تقول الأولى لكن الحظ حالفها حسب قولها.
تلقت فاطمة في اليوم الموالي تعليمات من صديقتها بدفع مبلغ 12500 أوقية لدى وكالة نواكشوط اكردي.
وبعد يوم من البحث الشاق تمكنت فاطمة من العثور على وكالة البنك المعني لكنه بعد فوات الأوان وإغلاق الوكالة.
باتت فاطمة تلك الليلة تُرحم على "الكابيك" وتعاتب نفسها على عدم معرفة مدينة نواكشوط ، وتتهمها على انها مازالت اسيرة عادات اكل الدهر عليها وشرب .
وفي الصباح الباكر لم يفتح حارس الوكالة الباب إلى وهي واقفة عليه ليبدأ الدفع وتدفع فاطمة 12500 أوقية وتستلم مقابل ذلك نصف ورقة بيضاء كتب عليها الاسم والعدد ثم ختمت اخيرا بخاتم لا يكاد يُرى.
لكن حديثا تتداوله النساء المشاركات لم يرق لفاطمة ، مفاده ان دورة القرض قد لا تصلها إلى بعد سنة أو اثنتين!! .
وهو ما دفعها للاتصال بفضيلة الوسيطة (ع.ش) التي أكدت توفر الضمانات اللازمة ، وانتقلت بها إلى الدعوة مبينة ان هذا النوع من المعاملات مبني على أساس شرعي بعيدا عن الرباء والمعاملات المشبوهة ، منتقدة جميع صناديق القرض والادخار الأخرى .
وهكذا انتهت القضية بالنسبة لفاطمة حيث تقول إنها كانت تظن ان القرض سيسلم لها يوم الدفع أو اليوم الذي بعده ، وما دامت القضية هكذا " سلفة في السماء" تقول فاطمة انها ستترك الامر بيد صديقتها نزولا عند رغبتها ، لكنها تسترجع ايام كانت تتكتم على المبلغ أمام أفراد الاسرة حيث كثرة الطلبات مقابل ضيق الحال.
وهكذا كُتب لسكان نواكشوط ان يكونوا ضحية لمؤامرات لها بداية وليس لها نهاية!!.