المواطن الضعيف بين سندان الشعارات ومطرقة الواقع

جمعة, 10/11/2024 - 15:47

مهلا ايها الوزير الأول عليك سماع حكاية الواقع لمواطن عادي مثل مئات الاف المواطنين العاديين الذين يعيشون بين مطرقة شعاراتكم وسندان واقع اليم

 مهلا فخامة الرئيس المنتخب عليك النزول إلى الواقع الحقيقي للمواطن العادي واﻻبتعاد ولو  قليلا عن أجواء التقارير المعلبة لمن يعيشون في واد والمواطن في واد.

انا هنا لست سوي مواطن عادي مثل كل مواطن خرج من  انتخابات رئاسية منهكا من السهر والتعب طيلة ليالي الحملة الرئاسية مبتهجا بفوز مرشح  يعلق عليه امال مستقبل أفضل لأبنائه في الصحة والتعليم  .

انا هنا لست سوي مواطن دعم مرشحه طيلة سنوات معلقا امالا علي تغيير واقع بلد

مواطن  ظل يعلق امالا في تحسين وضعيته المعيشية

مواطن   آفاق من حملة رئاسية علي مطالبة اﻻبناء بسفر لقضاء إجازة خريفية ليملم كل مايملك ويرسل أسرته الي عطلة في ضواحي إحدي ولايات الوطن الحبيب ليبقى خلفهم من أجل أن يستطيع تأمين مستلزماتهم اليومية .

كان المرتب الضئيل يقطي حاجات الأسرة في البادية لتتوالى الأيام وتنتهي العطلة بعد شهرين ويدرك أن أوان العودة قد ازف وافتتاح المدارس علي الأبواب وتنقل الأسرة من البادية الي العاصمة كفيل بالقضاء علي المرتب لم أفكر طويلا بعد سحب المرتب الهزيل كان عودة الأبناء ضرورة لاتقبل تاجيل عاد الابناء تغمرهم فرحت قضاء العطلة في البادية وكانت تلك الفرحة تستحق كل التضحيات كان يوم الاولاد الأول في المنزل بعد العودة من البادية استيقظ الجميع باكرا وبدا إعداد الفطور كانت الفرحة عارمة والصباح جميل والجميع سعداء وبدأ الحديث عن الدفاتر والاقلام وملابس المدرسة وغير ذاك من المستلزمات الضرورية والتي لا مجال في تأجيلها .

كنت ابادلهم الحديث وأنا أدرك أن المرتب الضئيل قد قضي عليه تكاليف عودتهم من البادية لست من الذين يملكون سوي مرتباتهم وليس لدي دخل غيره لاكنني لم أرغب في التشويش علي فرحتهم وكنت اجاريهم واقول سنجلب أدوات وملابس المدرسة وسنسجل يوم الافتتاح.وبينما نحن  نتبادلنا الحديث إذا بالباب يدق كنت أظن أن الطارق أحد الأقارب علم بعودة الأسرة وجاء ليسلم عليها فتحت الباب فوجدت أمامي شخص بيده ورقة سلمت عليه لاكنه لم يرد السلام  بل رد علي قاضبا جئت الي المنزل طيلة شهرين وفي كل مرة اجده مغلق رددت عليه نعم الأسرة كانت في البادية وانا في العمل تفضل قال انا من شركة الماء هذه فاتورة فيها 48 الف وساقطع الماء حاولت أن اشرح له اننا كنا في عطلة لاكن الرجل كان فظا ويحب أن يظهر سلطته الكامل في طريقة عمله قطع الماء وأخذ العداد وتركني واقفا امام الباب أحمل مشكلة اخري تتضاف الي تلك المشاكل عدت الي الاولاد متناسيا ما حدث  وعدنا الي الحديث عن الدفاتر والاقلام وملابس المدرسة كان الأطفال يتفنون في أنواع الدفاتر والاقلام والملابس وكنت أفكر في قطع الماء وتوقيت قطعه في وقت عودت الأسر من البادية وكيف تسمح الدولة بمثل حملات قطع الماء عن الأسر في أيام يعلم الجميع أن الأسر عائدة من البادية وتستقبل مشاكل افتتاح المدارس ومستلزماتها وهي صاحبة فكرة مدرسة الجمهورية كان الاوﻻد في واد وانا في واد قبل أن يقطع تفكيري ازيز سيارة واقفة عند الباب وأصوات أشخاص خرجت لاستطلاع الأمر لأجد نفسي أمام عدة أشخاص من الشركة الوطنية للكهرباء لاكن ليست لديهم هذه المرة فاتورة وإنما أشخاص غير لبقين ويتحدثون بلغة تحمل الكثير من العنجهية نزل كبيرهم وأمر شخص بالصعود علي العمود وأشار للآخر بنزع العداد كنت أقف بينهم وانا صامت دون أن اسألهم قطعوا الكهرباء ونزعوا العداد وقال أحدهم وهم يغادرون هذه حملة من طرف الإدارة العامة وانتم مطالبون ب 80 الف اوقية سألته وانا أحمل شحنة غضب من الاسلوب والطريقة التي نعامل بها أين هي الفاتورة ابتسم ابتسامة ازدراء وقال انا هو الفاتورة لتنطلق السيارة تاركة ورائها غبار يحمل إهانة مواطن ظللت واقفا في ذهول اتسائل كيف انتخبت حكومة لاتحرم مشاعر مواطن ولا تراعي ظروف مواطنين

هل يعقل أن فخامة رئيس الجمهورية لا يدرك أن المواطن العادي يجب مراعاته في أشهر الأعياد وفي افتتاح المدارس ام ان الرئيس يظن أن الجميع ينهبون

عدت ادراجي الي المنزل وقد حرمت من الماء والكهرباء في شهر كان كل اهتمامي منصب فيه علي مشاكل المدارس ومستلزمات هم وأدركت أن المواطن ليست له قيمة لدي حكومة الشعارات البراقة و انه آن الأوان  ليسيل  مداد قلم طال ما انخدع بشعارات براقة طيلة سنوات

لا أكتب هذا استعطافا ولا استجداءا وإنما لنقل صورة واقع مواطن لايملك سوي مرتبه في نظام لايراعي مواطنيه

من هنا ستكون البداية

فخامة رئيس الجمهورية

ليس المواطنين هم من ينهبون المزانيات ويلبسون الشعارات

وان الاوان ان تنزل الي واقع اصبح المواطن العادي اليوم فيه قاب قوسين من الانفجار بسبب سوء ماوصل اليه من ازدراء

وسوء واقع قبل فوات الأوان

بقلم شيخنا سيد محمد