قيل انه ليس لابن آدم من دنياه إلى ما اعطى فامضى وقسم فسوى ولبس فابلى.
وكان ول انبي طالب رجل ذو مال ومشهور من قبيلة مشظوف (لحمنات) وكان شديد الورع .
وفي يوم شديد الحر اقبل زوالا يسوق ابلا له ، وبعد وصوله إلى خيمته قرر تقسيمها بين الفقراء والمساكين واحضر شهودا على ذلك.
لكن زوجته وابنة عمه (منت زكرار) اعترضت على جانب من العطاء ورفعت القضية إلى قاضي الحوض محمد يحي الولاتي .
وبعد مقابلة القاضي المذكور بولد امني طالب وابلاغه وجه اعتراض الزوجة على التصدق بجميع الابل ، كان رد الرجل محيرا للقاضي ، حيث قال:
يا فضيلة القاضي هذه الابل من مالي وسمعتكم معشر العلماء تذكرون دارا (يعني الآخرة) احسن من هذه التي نحن فيها ( يعني الدنيا ) ، والمشظوفي بطبعه يحب الدار التي يكثر فيها العشب والماء ، ولا يمكن الاحالة بينه وبينها ، فتحير القاضي محمد يحي وقال لن اكون انا من يحول بينك وبين هذه الدار.