لم يرتبط فن بمجتمع مثلما ارتبطت الموسيقى الشعبية "الهول" بتاريخ ونشأة المجتمع الموريتاني .
وقد ينظر البعض جهلا الى التيدنيت على انها آلة موسيقية فقط ، لكن الامر يذهب ابعد من ذلك فالمحافظة عليها كانت ، وينبغي ان تبقى .
فالولي الصالح والعالم الشريف سيدي عبد الله بن الشيخ المهدي ، استنفر الجميع للبحث عن شور يدعى (اغوراس) وجعل لمن جاء به من العازفين جُعلا حتى عُثر عليه ، وهو ما يؤكد ان التيدنيت ارتبطت حتى بوجدان السلف الصالح وتشبث بها.
حيث ظلت الرافد الاساسي للادب الشعبي والمحافظ الغيور على العادات والتقاليد النبيلة ، كما ظلت شاهدا عدلا على مراحل تكوين المجتمعات الموريتانية.
وتُعتبر التدنيت المؤسس الاول للموسيقى الشعبية والضابط الاساسي لنظامها المعقد ، الذي انعقدت عليه البيعة مع الفن ، ومع ان آلة آردين الذي هو (جمع آنكار) ارتبط بها تاريخيا ، فإن التدنيت ظلت القائد الاول والأخير.
تتكون التدنيت بعد الادوات الصناعية (الصورة) من اربعة اوتار اصلية وهي مناصفة بين التيشبط ولمهار ، وتخصيص اسمائها هي : التاشبط التحتانية ـ تاشبط اللكو ـ مهر الخنكه ـ مهر اتكمكيمه ، وهذه هي الاسماء وقد يكون هذا عرضها بالتفصيل لاول مرة ، وقد زادت هذه الوتار بواحدة لتصل خمسة أوتار ، ثم وصلت في اوجه عزها إلى ستة أوتار.
فبين الأمهار والتشبطن يغفو التراث الموريتانيي والهول بجوانبه الثلاثة " البيظه والكحله ولگنيدية " يقوم على شدّ الوتر وإرخائه فكلما شدّ الفنان الوتر " يكْحالْ " فيثير الحماس وكلما أرخاه " يبياظْ " ويثير الشجو ، فكان بين لكحال ولبياظ كأطوارالحياة :
على ذا مضى الناس اجتماع وفرقة =وميْت ومولود وقالٍ ووامقُ
فمقام كر مثير للحماس فى اكحاله وحين يجنح للبياظ فى سيني كر يجترح الشجو ثم يأتيك فاغو لكحل يثير الحماس وحين يٌحرّرُ يرتخي تحراره مثيرا الشجو وهكذا دواليك.
عرف العوف على التيدنيت مشاهير ماهرين ابدعوا رحمهم الله في العزف وسط بيئة ملائمة ، نذكر منهم المواهب التالية :مولاي اسماعيل بن اباش والشيخ وشيخنا رحمهم الله ، كما نبغ كذلك كلا المرحوم بادي ولد حمبارة والخليفة ولد النانه ولوليد ولد دندني ومحمد الامين ولد لخبال وسيد احمد البكاي ولد عو ، وسيد أحمد ولد أحمد زيدان وأحمد ولد دندني والبان ولد النانّ رحمهم الله جميعا.