في ضوء ما يشهده الحقل الاعلامي في موريتانيا من تقزيم على المستوين المعرفي والمهني ، والذي افقد المحتوى الاستهلاكي حسه الاعلامي ، خاصة في ضوء ما أحدثته الثورة التكنولوجية الرقمية من منصات ، وما تشكله من تأثير على الاعلام المحترف.
بات من الضروري اعادة النص إلى صيغه الاعلامية المستجيبة لمتطلبات جمهوره المستهدفين في خلق محتوى إعلامي مؤثر وفاعل.
وفي ظل التنافس المحموم بين المواقع الالكترونية الموريتانية نحو تصدر المشهد الاعلامي للحصول على امتيازات ابرزها "الاشتراكات" ، واعتماده على ترتيب موقع (آليكسا) تلجأ معظم المواقع إلى التسمين عن طريق الاتفاق مع مواقع احتيالية تعمل في معظمها لصالح الموقع المرتب .
وتبين الصورة التالية وضعية مواقع موريتانية حيث تظهر نسبة الزوار في اليابان أكثر بكثير من قراء موريتانيا التي يتصدر الموقع المشهد الاعلامي فيها .
وتُغطي على المشهد الفظيع مرتزقة من دُخلاء الحقل الاعلامي تهدف إلى ميوعة المهنة وتعمل جاهدة على توفير الخدمات الاحتيالية بالاتصال بقراصنة العالم الافتراضي.
وتذهب بعض المواقع الموريتانية إلى ابعد من ذلك حيث تلجأ بعضها إلى التعامل مع قراصنة لحمل روابطها على مواقع إباحية دون ظهور محتواها ، وتقديم الرابط على المحتوى الاباحي بطريقة (غير منشور).
ويلاحظ في بيانات موقع آليكسا ان معظم المواقع الموريتانية المسمنة تُظهر نسبة عالية من الزوار في الدول المصنفة ضمن الاكثر اقبالا على المحتوى الاباحي من حيث الزوار ، مما يؤكد ان عملية التسمين يتم على روابط لمحتوى إباحي بحيث يظهر المحتوى الاباحي في الولايات المتحدة واليابان مثلا ، بينما يظهر في موريتانيا خبر باهت على عادته ، بمعنى تقوم بعرض نفس الرابط وبنفس المحتوى وبشكله المتناسب مع خصائص ومتطلبات المجتمع.
ومهما يكن من امر ، فإن طرق التسمين الاحتيالية ، تمثل رُعونة تنضاف إلى الاعباء الكبيرة التي يواجهها الإعلام المحترف والجاد.