قاومت أسرة أهل عبدوكه التى تنتمي لفخذ أهل سيدي من مشظوف المستعمر الفرنسي وأصبحت أسرة أهل عبدوكه أكثر شهرة من فخذ أهل سيدي نفسه نظرا لإنخراط أفرادها في مقاومة المستعمر الفرنسي وتمترسهم في جبال النعمة " امكديينْ " .
وقد خاضت الأسرة المقاومة ضد المستعمر الفرنسي بقيادة الشيخ ولد عبدوكه وإزوين ولد عبدوكه في مساحات شاسعة امتدت من ضفاف نهر النيجر شرقا وحتى هضاب النعمة في الحوض غربا وصحاري تكانت وفي منطقة آدافر.
وكانت بداية مقاومتهم عندما قتل الشيخ ولد عبدوك حرسيين يوم 12 فبراير 1912 عند مكان شرق النعمة يسمى "الفرفرات" ، وتبع ذلك عدة وقائع بين الطرفين، كما لجأ أهل عبدوك لأسلوب الهجمات على قوافل التموين القادمة من السودان الفرنسي " مالي " وكانت العامة من الناس مؤيدين لأهل عبدوك يمدونهم بالسلاح والغذاء والدواب ويضمنون لهم اللجوء في أحيائهم بل ويخبرونهم بتحركات المستعمرين فتعرض الأهالي لحملة قمع منها قيام الاحتلال بقطع رأسي شخصين عند أحد الأبار المشهورة في منطقة عدل بگرو "مبروك يداس" بعد أن نفيا معرفتهما بمكان وجود أهل عبدوك.
ومن أشهر المعارك التى خاضها أهل عبدوكه معركة " زوروقو" التي تمكن من خلالها رجال المقاومة من القضاء على سرية فرنسية بكاملها.
علمت القوات الفرنسية بورود أفراد من المقاومة بئر البدع "30 كم شمال تمبدغة " فقامت سرية من الجيش الفرنسي مدعومة بمجندين " گوميات " بتقفي أثرهم نحو الجنوب فسلكوا طريقا يمر ببئر المالحة و بحيرة أمات و التيكاتن و أكنكاي وبيرة ولكليوات الشرقيين وأخيرا عزز أفراد المقاومة مواقعهم في كمين حول بحيرة زوروقو وعندما ورد أفراد السرية الفرنسية البحيرة باغتهم رجال المقاومة وبعد معركة شرسة تمكن رجال المقاومة من القضاء على السرية الفرنسية مع الضابط الفرنسي قائد السرية وقام إزوين ولد عبدوك بربط " كرشْ "معدة القائد الفرنسي بحبل في غصن إحدى شجر " أمور" وصب فيها الماء وهي تتدلى إلى أن لامست الأرض دون أن تنقعر فكان ذلك بالنسبة له دليلا على مدى قوة معدة الإنسان.