أول من تولى إمامة مسجد ولاتة من المحاجيب بني الفقيه عثمان الذين هم ذرية يحيى الكامل : أحمد الولي بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الله بن المحجوب، وكانت قبل ذلك في الإمامات أبناء أندغ محمد الكبير (وهي أسرة ولاتية قديمة فيها العلم والفضل والصلاح، وللمحاجيب فيها خؤولات).
كان أحمد الولي المحجوبي رحمه الله في زمنه قاضي ولاتة ومدرسها وإمامها، وكان مشهورا بالصلاح والورع جامعا بين العلم والعمل، وكان رحمه الله ماهرا في القرآن فقيها نحويا لغويا يحفظ مقامات الحريري. ولم نجد في مصادرنا شيئا عن شيوخه، لكنها تذكر بعض من أخذوا عنه. وممن أخذ عنه الفقيه الحاج الحسن بن آغبدي الزيدي التيشيتي وسيدي عثمان بن عمر الولي المحجوبي الولاتي والفقيه عمر بن باب المحجوبي الولاتي وغيرهم.
ولد في 27 رمضان 1034 هـ (2 يوليو 1625 م) وتوفي رحمه الله في 1095 هـ - 1683 م.
ثم تولى الإمامة الفقيه القاضي عبد الله بن أبي بكر بن علي بن الشيخ بن المحجوب، وكان رحمه الله فقيها نحويا قاضيا عدلا في قضائه بصيرا بالأحكام والوثائق جمع وظيفتي القضاء والإمامة بولاتة. ويقول صاحب فتح الشكور : لم يجمع الوظيفتين إلا هو و أحمد الولي المحجوبي. أخذ عن الفقيه محمد بن أبي بكر بن الهاشم القلاوي السيداوي الولاتي وأجازه محمد بن المختار بن الأعمش العلوي الشنقيطي في الموطأ والصحيحين ومختصر خليل وتوضيحه وألفية العراقي وحكم ابن عطاء الله. توفي رحمه الله في العام 1122 هـ.
ثم انتقلت الإمامة من أبناء المحجوب إلى الفرع الثاني من المحاجيب أي أبناء سيد أحمد حيث تولاها الإمامان الفاضلان : أحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمر بن أند عبد الله بن سيد أحمد المحجوبي، و العلامة عمر بن باب بن علي بن أند عبد الله بن سيد أحمد المحجوبي.
وكان العلامة عمر بن باب رحمه الله يتولى خطبة وصلاة الجمعة وقراءة الحديث في المسجد.
كان عمر بن باب رحمه الله فقيها نحويا لغويا عروضيا محدثا شاعرا ناثرا أديبا بليغا. أخذ عن الحاج الحسن بن آغبدي الزيدي التيشيتي وعن الفقيه أحمد الولي المحجوبي الولاتي وعن محمد بن أبي بكر بن الهاشم القلاوي السيداوي الولاتي، وأخذ عنه الطالب الامين بن الطالب الحبيب الحرشي الولاتي وسيد أحمد بن سيدي محمد بن موسى بن أيجل الزيدي والإمام عمر مم المحجوبي الولاتي. ولد في 1077 هـ وتوفي رحمه الله في 1145 هـ.
ولم نجد في مصادرنا ترجمة للإمام الفاضل أحمد بن أبي بكر.
وقد توفي هذان الإمامان الفاضلان في عام واحد أي 1145 هـ.
ثم تولى الإمامة الفقيه المحدث النحوي اللغوي سيدي عثمان بن عبد الله بن أحمد العويد بن أند عبد الله بن سيد أحمد المحجوبي الولاتي حتى وفاته رحمه الله يوم الجمعة وقت الزوال 28 شوال 1157 هـ، كما ذكر جدو بن الطالب الصغير البرتلي الولاتي في تاريخه.
ثم تولى الإمامة عمر مم بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمر نض بن أند عبد الله بن سيد أحمد المحجوبي الولاتي. وهو من شيوخ البرتلي وقد ترجم له ترجمة وافية في كتابه فتح الشكور فقال عنه : كان رحمه الله تعالى أستاذا فاضلا جليلا نحويا لغويا أديبا، له حظ وافر من العلم والأدب. أخذ النحو والعربية عن عمر بن باب المحجوبي الولاتي وعن منيرة بن حبيب الله الشمشوي (وهو عالم جليل ولغوي ماهر من إداجفغة من تشمشة، انتقل من منطقة الگبلة إلى ولاتة فأكرمه الولاتيون وأجلوه وأخذ عنه أغلب من عاصره). وأخذ الناس العربية عن عمر مم وانتفعوا بعلمه.
وكان رحمه الله تعالى حسن الأخلاق حلو الفكاهة لذيذ الحديث لا يمل من حديثه، يذكر فيه حكايات الصالحين وقصصهم وأخبارهم المفيدة النافعة. جمع فصاحة اللسان والذكاء والأدب. وكان قائما بالدين وعمارة المسجد من صلاة الخمس بالناس وخطبة الجمعة وقراءة الحديث فيه والمدح أي مدح النبي صلى الله عليه وسلم على عادة أهل ولاتة. وكان حسن الصوت في المدح مهتما به معتنيا بشأنه، ومكث في الإمامة أربعين سنة لم يسه فيها إلا نادرا.
وكان مهابا معظما يهابه علماء بلدنا ويعظمونه فضلا عن غيرهم، وتعرف في وجهه النضرة التي تكون في وجوه أهل الحديث. فعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نضر الله امرَأ سمع مقالتي فحفظها ووعاها وأداها الحديث. القسطلاني : والنضرة الحسن والرونق، والمعنى خصه الله بالبهجة والسرور لأنه يسعى في نضارة العلم وتجديد السنة، فجازاه في دعائه له بما يناسب حاله في المعاملة انتهى.
أجازه سيد أحمد بن سيدي محمد بن موسى بن أيجل الزيدي في صحيح البخاري وموطإ مالك وشفاء القاضي عياض. ألف أرجوزة في النحو تبلغ 267 بيتا سماها المنحة الربانية، وله المطالع السعيدة على الفريدة شرح بها فريدة السيوطي في النحو.
ورأى رحمه الله في المنام في مرضه الذي توفي فيه سيدنا جبريل عليه السلام، فقال : أطلب لك الشفاء من الله تعالى أم أطلب لك حسن الخاتمة؟ فقال له : لا بل أطلب لي حسن الخاتمة.
توفي رحمه الله تعالى ليلة الأحد ثالث ربيع النبوي رأس القرن عام 1201 هـ.
وقبل وفاته رحمه الله بنحو سنة خلف ابنه محمد عبد الله على الإمامة.
ولما تولى محمد عبد الله الإمامة، وكان حديث السن، نبذ صحبة الأحداث ومعاشرتهم، وأقبل على الاشتغال بالمسجد والحديث وما ينفع في الدار الآخرة. وكان رحمه الله تعالى، كما وصفه البرتلي في فتح الشكور، أديبا حسن الخلق لين الجانب صالحا تقيا خاشعا رقيق القلب يبكي من خشية الله تعالى على المنبر في الخطبة، لا يخرج من المسجد بين المغرب والعشاء إلا نادرا لأمر مهم، قائما بالمدح في مولد النبي صلى الله عليه وسلم وفي رمضان وفي كل ليلة جمعة في المسجد فيما بين ربيع النبوي ورمضان، وهي عادة أهل ولاتة في المدح، فيختمون تخميس العشرينيات في العام مرتين سوى ختمات المولد ورمضان، ويسردون صحيح البخاري في شهر رجب وشعبان ورمضان في المسجد، والشفاء للقاضي عياض في رمضان في رحبة أهل علي بن الشيخ المحجوبي المسماة ''أگدنو''.
أخذ عن والده الإمام عمر مم رحمهما الله وأجازه في صحيح البخاري والشفاء.
توفي رحمه الله تعالى ضحوة الثلاثاء 22 شوال 1214 هـ.
ثم عادت الإمامة إلى بيت عبد الله بن أحمد العويد حيث تولاها أبوبكر بن محمد أسرَ بن الشيخ عبد الله بن أحمد العويد بن أند عبد الله بن سيد أحمد. وكان رحمه الله، كما وصفه الطالب بوبكر المحجوبي في كتابه منح الرب الغفور، فقيها نحويا أديبا لبيبا تقيا عابدا حسن الخلق والخلق قائما بالدين وعمارة المسجد. وكان قائما بإصلاح المسجد ونظافته يكنسه بيده ويبنيه أيضا، ولا ترى موضعا في المسجد في زمنه إلا نظيفا، وتيتم المسجد بعد وفاته. مكث في الإمامة أربعين سنة يقرأ البخاري والشفا، وكانت النضرة تعرف في وجهه لملازمته حديث النبي صلى الله عليه وسلم. من تآليفه : كتاب اللفائف في الحديث والسيرة وأرجوزة في الدعاء على بني حسان مطلعها :
ياربنا إن بني حسانا ** قد بالغوا في ظلمنا عدوانا
توفي رحمه الله في العام 1261 هـ.
ثم عادت الإمامة إلى بيت الإمام عمر مم حيث تولاها سيدي عثمان بن الإمام محمد عبد الله بن الإمام عمر مم المحجوبي. وكان رحمه الله تعالى عالما فقيها نحويا أديبا لبيبا صالحا تقيا خاشعا رقيق القلب قريب الدمعة يبكي من خشية الله تعالى على المنبر في الخطبة محبا لعمارة المسجد، لا يخرج منه بين الظهرين ولا بين العشاءين، يعمر ما بين الظهرين بالأوراد وما بين العشاءين بالنافلة.
له حظ وافر من الفقه والحديث، محب لمدح النبي صلى الله عليه وسلم حسن الصوت فيه. وبعدما كبر وأعجزته الأسقام وأنحلت جسمه قدم ابنه المحجوب للإمامة، ولم يترك مع ذلك الصلاة في المسجد، حتى إنه ربما جلس مرة ومرتين بين المسجد وداره، ولم يترك نوافله وأوراده حتى توفاه الله.
ولد في 1196 هـ وتوفي ضحوة الاثنين 21 رمضان 1273 هـ. تغمده الله برحمته وأدخله بحبوحة جنته، آمين.
تولى المحجوب بن الإمام سيدي عثمان بن الإمام محمد عبد الله بن الإمام عمر الإمامة، كما ذكرنا، قبيل وفاة والده رحمهما الله، وكان رحمه الله تعالى عالما فاضلا نحويا لغويا أديبا شاعرا، له حظ وافر من العلم والأدب، حسن الأخلاق حلو الفكاهة لذيذ الحديث لا يمل حديثه، جمع فصاحة اللسان والذكاء والأدب، وكان تقيا عابدا قائما بأمور الدين وعمارة المسجد من صلوات الخمس وخطبة الجمعة وسرد الحديث فيه.
وكان محبا للنبي صلى الله عليه وسلم مداحا له حسن الصوت في مدحه جهوري الصوت يعرف صوته من بين المداحين. مكث في الإمامة نحو ثلاثين سنة. وكان مهابا معظما يهابه أهل بلده فضلا عن غيرهم.
بهذا وصفه معاصره العلامة الطالب بوبكر بن أحمد المصطفى المحجوبي.
وفد على الملوك وأكرموه غاية الإكرام كالحاج عمر وابنه أحمد وسيدي والبكاي ابني حم الامين وغيرهم، كل واحد يتحفه ويكرمه بجزيل المال من ذهب وعبيد وغير ذلك.
وكان محبوبا عند الخاصة والعامة، وحزن الناس عند موته ولم تبق دار من دور ولاتة إلا خرج منها البكاء. ورآه بعض الصالحين بعد موته في أحسن صورة وعليه ثوب أخضر من ثياب الجنة، وقال له : لم أجد شيئا أنفع من لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما تولى عني الناس أتاني منكر ونكير فقلت لهما : لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولد في 1244 هـ وتوفي رحمه الله يوم الجمعة عند طلوع الشمس 14 جمادى الثاني 1301 هـ.
ثم تولى الإمامة ابن أخيه سيدي محمد (سداتي) بن بوياتي بن الإمام سيدي عثمان بن الإمام محمد عبد الله بن الإمام عمر مم.
وكان رحمه الله تعالى من عباد الله الصالحين حسن الخلق والخلق، متواضعا مهيبا لبيبا محبوبا عند الخلق، قائما بأمور المسجد يتفقد أحواله، زاهدا ورعا موصوفا بالشفقة والحنان وصدق الحديث، رقيق القلب سريع الدمعة من خشية الله تعالى على المنبر عند خطبة الجمعة، محبا لعمارة المسجد لا يخرج منه بين الظهرين ولا بين العشاءين معمرا لهذين الوقتين بالأوراد، ويمدح النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد في المولد وفي رمضان وفي كل جمعة قبل العشاء وهي عادة أهل ولاتة.
وكان طيب الحديث لين الجانب فصيح اللسان يسرد صحيح البخاري في رجب وشعبان ويختمه يوم ست وعشرين من رمضان، له حظ وافر في الفقه والحديث.
صلى بالناس في المسجد الظهر والعصر يوم الأربعاء، وخرج إلى داره قبل الغروب وصلى فيها المغرب والعشاء ليلة الخميس، وتوفي عند انصداع الفجر يوم الخميس 04 ذي القعدة 1324 هـ، وكان ميلاده رحمه الله في 1259 هـ. رحمه الله وأسكنه بحبوحة جنته، آمين.
وهذا البيت الكريم يسمى أهل الإمام لأن إمامة مسجد ولاتة مكثت فيه أكثر من مائة سنة. تولاها الإمام عمر مم سنة 1157 هـ وبقيت في أبنائه حتى العام 1324 هـ ، باستثناء المدة التي تولى الإمامة فيها الإمام أبوبكر بن محمد أسرَ. وينتمي لهذا البيت الكريم أعلام أجلاء كالعلامة انبوي بن الإمام وابنه العلامة محمد عبد الله بن انبوي.
ثم عادت الإمامة إلى الفرع الآخر من المحاجيب أي أبناء المحجوب، حيث تولاها أحمد المصطفى (ان) بن محمد بن أحمد المصطفى بن محمد بن القاضي الطالب عبد الله بن محمد بن أند عبد الله بن علي بن الشيخ بن المحجوب. ولد بولاتة سنة 1299 هـ (1882 م) وحفظ القرآن الكريم في صغره وبها درس العلوم أي التوحيد والفقه والنحو والبيان.
ومن أشياخه عمه الطالب بوبكر بن أحمد المصطفى المحجوبي الولاتي ومحمد الامين بن عبد الله اليونسي الولاتي، ومن أشياخه كذلك بعد الكبر خليله الشيخ سيدي محمد بن عابدين الكنتي البوسيفي الولاتي، راجع عليه مختصر خليل، وكان رحمه الله يقول إن العبادات لا تترك لقراءة الصغر.
كان رحمه الله عالما زاهدا كثير النسوك والعبادة وملازمة المسجد، تولى الإمامة مدة طويلة نحو 35 سنة وفي آخر حياته طلب من الجماعة تقديم محمد جدو بن محمد الامين اليونسي للإمامة.
وله رحمه الله شعر حسن ولكنه كان مقلا. وهو والد العلامة الفقيه الورع اب بن ان الذي تولى وظائف سامية في حكومة المختار ولد داداه رحمة الله عليهما.
توفي الإمام ان بن محمد بن أحمد المصطفى رحمه في العام 1362 هـ (1942 م). رحمه الله وأسكنه بحبوحة جنته، آمين.
وفي آخر حياته، كما ذكرنا، تولى الإمامة محمد جدو بن محمد الامين بن عبد الله بن عثمان بن أحمد بن الحاج عمر اليونسي الولاتي. وهو أول إمام من غير المحاجيب.
ولد في ولاتة سنة 1324 هـ وكان رحمه الله عالما فقيها نحويا أصوليا بيانيا قاضيا مدرسا يأتيه الطلبة من محظرة أهل شيخنا محمدي وغيرهم لا يرد لوحا.
وهو سليل الفقهاء العلماء : فأبوه محمد الامين كان عالما فقيها مدرسا وكذلك جده عبد الله ووالد جده عثمان بن أحمد بن الحاج عمر، كلهم فقهاء علماء. ولعثمان بن أحمد بن الحاج عمر نوازل مجموعة.
اختاره الإمام ان بن محمد بن أحمد المصطفى خلفا له في الإمامة وبقي فيها مدة طويلة نحو 45 سنة حتى توفي رحمه الله. وكان رحمه الله يتولى قراءة الحديث في المسجد بين صلاتي الظهر والعصر وقراءة أحد كتب تفسير القرآن الكريم بين المغرب والعشاء، وقراءة الشفا للقاضي عياض في شهر رمضان وقت الضحى في المكان المعهود لقراءته في رحبة أهل علي بن الشيخ ''أگدنو''، وظل محافظا على ذلك إلى أن انتقل إلى جوار ربه.
توفي رحمه الله سنة 1406 هـ (1986 م)، رحمه الله وأسكنه بحبوحة جنته.
ثم تولى الإمامة محمد عبد الله (طالبن) بن عبد الرحمن البرتلي الولاتي. وكان رحمه الله تعالى فقيها نحويا لغويا قارئا ماهرا في القرآن الكريم حسن الصوت به ، له حظ وافر من العلم والأدب، حسن الخلق والخلق ، جمع فصاحة اللسان والذكاء والأدب، وكان تقيا عابدا قائما بأمور الدين وعمارة المسجد.
وكانت له محظرة كبيرة لتعليم القرآن الكريم لأبناء المدينة، أسسها وهو في سن الشباب واستمر عطاؤها نحو خمسين سنة، علم فيها أجيالا عديدة وتخرج على يديه الكثير من الأبناء وصاروا من حملة كتاب الله وذلك لصدق نيته وإخلاصه ، جعل الله ذلك في ميزان حسناته. وكان له مقعد يجلس عليه ويسمع التلاميذ ثمنا أوثمنين من القرآن الكريم بصوته الجميل مع ترتيل وخشوع، وهذه طريقة تربوية نافعة.
أخذ إجازة القرآن الكريم عن فالي بن علي بان البلاوي عن محمد الصغير بن محمد بن سيدي التنواجيوي.
وكان يأتيه الطلبة من محظرة أهل شيخنا محمدي وغيرهم يدرسون عليه المتون في الفقه والنحو، وله مكتبة كبيرة غنية بالمراجع القديمة والحديثة في جميع الفنون ولا يصدر كتاب جديد إلا سارع لاقتنائه ولا يمسك كتبه عن الإعارة. جعل الله ذلك في ميزان حسناته.
وذات ضحى من صيف 1992 م (1413 هـ)، والتلاميذ في دار طالبن بعضهم يقرأ لوحه والبعض الآخر يردد سوره، صعدت روحه الطاهرة إلى جوار ربها راضية مرضية، ولم يكن به مرض قد أقعده بل كان موته رحمه الله مفاجئا ومحزنا لولاتة كلها. رحمه الله وأسكنه بحبوحة جنته، آمين.
ثم تولى الإمامة الفاضل الأديب اللبيب المحترم عثمان الملقب اگ بن محمد جدو بن محمد الامين بن عبد الله بن عثمان بن أحمد بن الحاج عمر اليونسي الولاتي، وهو الإمام الآن، وهو لله الحمد على نهج أسلافه من القيام بأمر الدين وعمارة المسجد وقراءة الحديث فيه، أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية دهرا طويلا، آمين.
المراجع :
1. فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور للطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي، طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت 1401 هـ (1981 م)
2. منح الرب الغفور للطالب بوبكر بن أحمد المصطفى المحجوبي الولاتي، تحقيق الدكتور محمد الامين بن حمادي طبعة 2011 م
3. حياة موريتانيا – حوادث السنين للمختار بن حامد، تحقيق الدكتور الباحث المتميز سيد أحمد بن أحمد سالم، نشر هيئة أبي ظبي للثقافة والتراث 2009 م
4. ولاتة من الحاضر إلى الماضي، للأستاذ سداتي بن بابيه المحجوبي الولاتي رحمه الله، طبعة 1997.
5. تاريخ جدو بن الطالب الصغير البرتلي الولاتي، مخطوط
6. حوليات ولاتة، مخطوط