لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعى قصّرت المسافات، وأذابت الحدود بين بلدان العالم وجعلته النقطة واحدة.
الأغرب أن المتتبع للشائعات التى تروجها هذه المواقع، يجد أنها باتت تطال قطاعات حساسة للدولة كالقطاع الأمنى والمناحى الاقتصادى وحتى الصحى، والأخطر هو انسياق أفراد المجتمع خلف هذه الأكاذيب، بل والمساهمة فى نشرها وتداولها، عن عدم دراية ووعى فى التعامل معها.
ساير ظهور 5 حالات لجائحة فيروس كوفيد 19 في بلادنا وانتشاره بجميع أنحاء العالم انتشار مماثل للشائعات والأخبار الكاذب، عن قصد أو عن غير قصد، مسببة حالة من الذعر من إجراءات إغلاق المدن وفرض حظر التجوال.
والآونة الاخيرة زادت الشائعات، وتحديداً المتعلقة بفيروس كوفيد 19، لتهدد سلامة واستقرار المجتمع، أخبار كاذبة تنتشر كالنار فى الهشيم على صفحات السوشيال ميديا ورسائل صوتية مفبركة تؤكد ظهور الوباء فى المدن مختلفة فى موريتانيا ويتم إرسالها على نطاق واسع لبث الرعب والخوف فى نفوس الموريتانين الذين لم يلتفتوا للتجاوب معها واكتفى القليل منهم بالسخرية .
أما الكثير منهم فقد وقعوا فى المحظور وقاموا بمشاركة هذه الأخبار المفبركة على صفحاتهم ليقعوا فريسة ل «فيروس الشائعات» الذى يعتبر أخطر من جائحة كوفيد 19 نفسه، بينما تشجع الكثيرين منهم بكشف هذه الأكاذيب ودعوا إلى عدم التجاوب معها، وملاحقة مروجيها قضائياً، وتغليظ العقوبات عليهم، ف»كورونا «كغيره من الأمراض التى يجب علينا الانتباه لها لمنع وصولها إلينا، ويكون هذا الأمر بتقصى الحقائق من الجهات الرسمية المعتمدة وليس عبر وسائل التواصل وتعليقات المستخدمين، وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية، لذا علينا مكافحة الشائعات قبل الفيروس.
وفى هذا الصدد أطلقت حكومة و منظمة الصحة العالمية ما وصفته بـ»الحرب الشرسة ضد الشائعات الخاصة بهذا الفيروس»، حيث خصصت المنظمة مجموعة عمل لمكافحة الشائعات والمعلومات المغلوطة بلغات عدة على وسائل التواصل الاجتماعى.
كما حظر فيس بوك الإعلانات المضللة عن جائحة فيروس كوفيد 19 أو تلك التى تعد بعلاج الفيروس، وذلك ضمن أحدث جهود الشركة للحد من المعلومات الخاطئة، فمثل العديد من مواقع التواصل الاجتماعى، انتهى الأمر بفيس بوك باستضافة الكثير من المحادثات المثيرة حول الفيروس، إلى جانب مجموعة كبيرة من الشائعات التى اصبحت تملئ ارجاء الموقع الازرق.
لأننا نعيش فى عالم مفتوح.. فلماذا الاستعجال فى نشر أخبار غير حقيقية عن وجوده وانتشاره فى موريتانيا.. يالمواطن لو انك لست مصدق لحكومة.. أرجوك صدق منظمة الصحة العالمية.....".
وللعلم الحكومة لاتجرؤ لكذب على منظمة الصحة العالمية، لأن هذا فيروس اصبح جائحة عالمي.. ماحصل المغرب والجزائر... نحن لا يمكننا تحمل 50% منه».
« إننا دائما عندما نشعر بالخطر نبدأ باتخاذ الخطوة الأولى ثم بعد ذلك نتوقف وذلك ما نفعله تجاه أى مشكلة من مشكلاتنا المجتمعية، وهو ما حدث بالفعل فى مواجهة الشائعات أيضا شعرنا بخطورتها على المجتمع وتم البدء فى صد بعض الشائعات التى كان لها بالغ الأثر السلبى على المجتمع.
لكننا لم نستمر فى ذلك بدليل انتشار العديد من الشائعات التى تهدد أمن المجتمع واستقراره ولا تجد من يتصدى لها، فنحن نفتقد الاستمرار فى حل المشكلات بشدة رغم شعورنا بالخطر".
أن مواجهة الشائعات تحتاج إلى ثقافة نابعة من المواطن نفسه وهذا لن يتحقق إلا بالتنسيق مع الجهات المعنية مثل وزارتي الثقافة والإعلام وغيرهما للعمل على جعل المواطن يملك الثقافة التي تمكنه من مواجهة الشائعات بنفسه والتصدي لها وحماية المجتمع منها.
حفظ الله موريتانيا وجعلها آمنة مطمئنة .
عبد الرحمن الطالب بوبكر الولاتي