كان لهذه القبيلة الكريمة حي خاص بها بولاتة وهو الحي الواقع غرب المسجد العتيق، و غالبيتهم من الشرفاء أبناء سيدي بوبكر الشريف، وقد أدركنا منهم أهل الطالب الوافي من ذرية الفقيه الصالح عثمان المجاور حفيد الولي الصالح الطالب الوافي السيداوي القلاوي الولاتي.
وقد جاءوا إلى ولاتة من موطنهم الأصلي مدينة شنقيط في فترات متفاوتة، وأولهم مجيئا هو الطالب الوافي بن محمد بن شمس الدين بن سيدي بوبكر الصغير، ولعل ذلك كان في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري في حدود 980 هـ، حيث سكن تازخت (تيزغت) أولا ومكث فيها عشرين سنة قبل خرابها ثم سكن ولاتة ومكث فيها أربعين سنة لم تفته تكبيرة الإحرام في صلاة الجماعة.
وأظن أن الذي جاء بعده كان أبابكر بن الهاشمي والد العلامة محمد بن أبي بكر بن الهاشمي السيداوي القلاوي.
ثم الحاج عيسى بن أبي هريرة بن المختار بن سيد أحمد الشرعي السيداوي القلاوي جد أهل الحاج عيسى وهم من الشروعات، ولعل قدومه كان في النصف الثاني من القرن الحادي عشر الهجري أي في حدود 1060 هـ..
ثم سيدي عثمان بن مولود بن إسماعيل الهاشمي السيداوي القلاوي وصاهر أهل الحاج عيسى حيث تزوج بنت الفقيه الحاج بوبكر بن الحاج عيسى.
وهذه البيوت الأربعة (أهل الطالب الوافي، أهل الحاج عيسى، بيت العلامة محمد بن أبي بكر بن الهاشمي، أهل سيدي عثمان بن مولود بن إسماعيل) بيوت علم وفضل ودين أنجبت سادة كرماء وصالحين أتقياء وعلماء أجلاء نشروا العلم في ولاتة بل في القطر الشنقيطي كله.
وأغلب إجازات الفقه في ولاتة يمر بهم، وعنهم أخذ كبار علماء المدينة أو أخذوا عمن أخذ عنهم.
فممن أخذ عن محمد بن أبي بكر بن هاشم : الفقيه القاضي إمام مسجد ولاتة عبد الله بن أبي بكر بن علي بن الشيخ المحجوبي الولاتي (ت 1122 هـ)، والفقيه النحوي اللغوي إمام مسجد ولاتة عمر بن باب المحجوبي الولاتي (ت 1145 هـ)، والفقيه الحاج عثمان المجاور بن محمد بن الطالب الوافي السيداوي القلاوي الولاتي (ت 1121 هـ مجاورا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة) وغيرهم.
وأخذ عن الحاج عثمان المجاور : الفقيه الحاج أبوبكر بن الحاج عيسى السيداوي القلاوي الولاتي (ت 1146 هـ) وغيره.
وأخذ عن الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى : شيخ شيوخ ولاتة الطالب الامين بن الطالب الحبيب الحرشي الولاتي ( ت 1166 هـ ) والفقيه محمد بن علي المحجوبي الولاتي ( ت 1137 هـ ) ،وابنه الفقيه الطالب محمد بن الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى ( ت 1179 هـ )، والفقيه القاضي سنبيرو الأرواني ( ت 1180 هـ) والفقيه العلامة الطالب البشير بن الحاج الهادي الإيديلبي الولاتي (ت 1197 هـ ) وغيرهم.
وأخذ عن العلامة الطالب البشير بن الحاج الهادي الإيديلبي : الفقيه الطبيب الطالب أحمد بن أبي بكر بن الحاج عبد الرحمن البرتلي الولاتي ( ت 1208 هـ )، والفقيه المؤرخ الطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي مؤلف فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور ( ت 1219 هـ )، والفقيه الحاج صالح بن الفقيه عبد الله بن الطالب أبي بكر بن محم بن أبابك بن الطالب محم بن الزحاف محمد الإيديلبي الولاتي (ت 1205 هـ مجاورا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة)، والفقيه المفتي القاضي القصري بن محمد المختار بن عثمان بن القصري الإيديلبي الولاتي صاحب النوازل ( ت 1235 هـ ).
وأخذ عن الطالب محمد بن الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى : ابن أخته الفقيه سيد أحمد بن سيدي عثمان بن مولود السيداوي القلاوي الولاتي ( ت 1179 هـ ) والفقيه سيدي الحسن بن الطالب أحمد البرتلي الولاتي ( ت 1173 هـ ) وغيرهم.
وقد استمر سكن الأقلال بولاتة أربعة قرون، ومن حيهم كانت تنطلق قافلة الحج الولاتية، ومن أشهر أمرائها الحاج أحمد بن الحاج الامين التواتي القلاوي ( ت 1157 هـ ).
وقد أظهر الإحصاء الذي قامت به الإدارة الاستعمارية الفرنسية سنة 1917 م بولاتة، أنه لا يزال للأقلال حتى ذلك الوقت وجود معتبر في المدينة، حيث بلغ عددهم 286 شخصا. وجاءوا في المرتبة الثالثة، من حيث عدد الأفراد، بعد الشرفاء والمحاجيب.
وكانت دار الولي القطب الشريف سيدي محمد بن مولاي علي (من شرفاء ولاتة أبناء الشريف سيدي حمو) في حي الأقلال وكانوا يحبونه ويجلونه، ولذلك اختاروا ابنه مولاي شريف رئيسا للحي وممثلا لهم في جماعة الحل والعقد الولاتية.
ولم يبق اليوم من الأقلال بولاتة إلا بعض مواليهم، وذلك بعد ما عمروا المدينة أربعة قرون بالإيمان والعلم والدين. وهؤلاء الموالي معتزون بشرف الانتماء لهذه القبيلة الكريمة ويهتزون زهوا وطربا عندما يسمعون سِيبَه، وهي الكلمة التي تقال في المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف وغيرها إشادة بالقبيلة وأمجادها.
ومن أعلام أقلال ولاتة :
الطالب الوافي بن محمد بن شمس الدين بن سيدي بوبكر الصغير رحمهم الله تعالى
سكن رحمه الله تعالى في تازخت (تيزغت) عشرين سنة قبل خرابها، ومكث في ولاتة أربعين سنة لم تفته تكبيرة الإحرام في صلاة الجماعة، وكان رحمه الله تعالى زاهدا في الدنيا متجافيا عن دار الغرور ، تأتيه الهدايا من عند بني يونس فينتفع بها وعياله. وقد جعل الله البركة في ذريته فكان فيهم العلم والدين والصلاح والولاية. له كرامات ومكاشفات. توفي رحمه الله تعالى بولاتة سنة 1040 هـ.
ومنهم : الفقيه الصالح الحاج عيسى بن أبي هريرة بن المختار بن سيد أحمد الشرعي بن سيدي بوبكر بن علي القلاوي، توفي رحمه الله سنة 1109 هـ..
ومنهم : العلامة محمد بن أبي بكر بن الهاشمي السيداوي القلاوي، كان رحمه الله من العلماء العاملين الأعلام فقيها نحويا لغويا أديبا أريبا نبيلا عارفا بالفقه والنحو مستحضرا لهما ومطلعا على دقائقهما عارفا بأصول الدين، علامة وقته ونادرة زمانه.
وكان بصيرا بالفتوى في النوازل متحريا ينقل من المدونة والأمهات، عليه مدار الفتيا في زمنه. جمع بين العلم والعمل والورع والزهد والتواضع ونزاهة النفس.
أخذ عن الفقيه العلامة سيدي محمد بن المختار بن الأعمش العلوي الشنقيطي وتفقه عليه وانتفع به، وأخذ عنه الفقيه القاضي عبد الله بن أبي بكر بن علي بن الشيخ المحجوبي الولاتي والفقيه عمر بن باب المحجوبي الولاتي والفقيه الحاج عثمان المجاور السيداوي القلاوي الولاتي.
ألف عقيدة مفيدة في التوحيد، وله أجوبة مفيدة مجموعة. توفي رحمه الله تعالى بولاتة عشية الجمعة 16 ذي الحجة 1098 هـ.
قلت : لم أقف على ذرية للفقيه محمد بن أبي بكر بن هاشم، وإنما وقفت على إخوته وذريتهم – وهم اليوم أسر عديدة من الشرفاء الهواشم - وإخوته ثلاثة هم : الطالب خيار والطالب محم والطالب الامين. تزوج الطالب خيار من بنت الطالب مصطف القلاوي وله منها ابنه الطالب أحمد المشهور بالكرم والورع والعلم والكرامات. توفي الطالب أحمد بالرگيبة وقبره مزار مشهور.
ومن أعلام أقلال ولاتة :
الحاج عثمان المجاور بن محمد بن الطالب الوافي السيداوي القلاوي الولاتي رحمهم الله تعالى، كان رحمه الله تعالى يدرس مختصر خليل، وانتفع الناس بعلمه. أخذ عن الفقيه أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن هاشم السيداوي القلاوي الولاتي، وأخذ عنه الحاج أبوبكر بن الحاج عيسى السيداوي القلاوي الولاتي. حج عام 1118 هـ، وبقي بالمدينة المنورة مجاورا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحج في العامين المواليين أي 1119 هـ و1120 هـ، وتوفي بالمدينة المنورة في شهر رمضان عام 1121 هـ ودفن بالبقيع بإزاء عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وابن عمه : الحاج سيد أحمد بن علي بن الطالب الوافي، كان رحمه الله عالما فقيها صالحا وليا تقيا، معظما عند الخاصة والعامة، له مكاشفات. أخد عنه شيخنا الطالب الامين بن الطالب الحبيب الحرشي الولاتي. وقبره بالساحل في موضع يقال له أجفار يتبرك به، يضع عنده أهل تلك البلاد الأمتعة فتحفظ حتى يأتيها صاحبها، ويعرف عند بني دليم بقبر القلاوي.
ولد في العام 1070 هـ وتوفي رحمه الله سنة 1125 هـ.
وابن عمهما : الحاج عبد الله بن أحمد بن الطالب الوافي، كان عالما صالحا حج البيت الحرام، وفي طريق عودته لقي الخرشي وألقى عليه أسئلة.
ومن أعلام أقلال ولاتة :
أبوبكر بن الحاج عيسى بن أبي هريرة، ولد عام 1075 هـ. كان رحمه الله تعالى صدرا من صدور العلماء وفخرا من مفاخر النجباء الفقهاء، قاضيا عدلا مسددا في أحكامه، صليبا في الحق، قائما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم. وكان قوي القلب مقداما على الأمور العظام جسورا على الظلمة واللصوص مجاب الدعوة فيهم، يهابونه ويخضعون له ويطيعونه فيما يريد.
وكان يلقب بمالك الصغير لشدة ثباته في القضاء وتسديده، وجوابه في النازلة إذا سئل عنها من أصح الأجوبة وأخصرها وأحسنها، والله أعلم. درس مختصر خليل وكثر الآخذون عنه، وكان عارفا بالمنطق بصيرا به.
أخذ الفقه عن الفقيه الحاج عثمان المجاور السيداوي القلاوي الولاتي، وهو أخذه عن شيخ الشيوخ الفقيه أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن الهاشمي السيداوي القلاوي الولاتي، وهو أخذه عن الفقيه العلامة أبي عبد الله سيدي محمد بن المختار بن الأعمش العلوي الشنقيطي رحمهم الله تعالى.
وأخذ عنه خلق كثير وانتفعوا به كشيخنا شيخ شيوخ ولاتة الطالب الامين بن الطالب الحبيب الحرشي الولاتي والفقيه محمد بن علي المحجوبي الولاتي والفقيه القاضي سنبيرو الأرواني وشيخنا الفقيه الطالب البشير بن الحاج الهادي الإيديلبي الولاتي وغيرهم.
وأخذ المنطق، وهو ماهر فيه، عن الفقيه سيدي محمد بن موسى بن إيجل الزيدي التيشيتي رحمهم الله تعالى.
حج سنة 1118 هـ، ورافق في حجه الشيخ سيد أحمد بن سيدي محمد بن ناصر الدرعي أحد أعلام الطريقة الشاذلية وكان ابن ناصر يصلي خلف الحاج بوبكر، وكان الحاج أبوبكر يستعمل الدخان فأمره الشيخ بتركه، وعنه أخذ الطريقة الشاذلية.
ولد عام 1075 هـ، وتوفي رحمه الله 5 شوال 1146 هـ (ويسمى عام الززو، وهي كلمة حسانية تعني استغناء الحيوان بالنباتات الرطبة عن الماء).
وأخوه حاتم زمانه : أحمد بن الفقيه الحاج عيسى بن أبي هريرة، اشتهر بالكرم حتى لقب حاتما، وهو أخو الفقيه الحاج بوبكر بن الحاج عيسى رحمهم الله تعالى. توفي عام 1164 هـ.
وابنه : الطالب محمد بن الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى، كان عالما فقيها مدرسا صالحا تقيا فاضلا عاقلا لبيبا، حسن الدراية والإقراء لمختصر خليل، وكان رحمه الله محبا للعافية ساعيا في مصالح المسلمين وفي إصلاح ذات البين.
أخذ عن والده، وأخذ عنه ابن أخته سيد أحمد بن سيدي عثمان بن مولود القلاوي وسيدي الحسن بن الطالب أحمد البرتلي الولاتي وغيرهم.
ولد في العام 1120 هـ وتوفي رحمه الله تعالى عام 1179 هـ.
وابنه : الإمام نافع بن الطالب محمد بن الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى، توفي رحمه الله سنة 1193 هـ وتسمى سنة الكطار كما في تاريخ جدو بن الطالب الصغير البرتلي الولاتي.
ومن أعلام أقلال ولاتة :
الفقيه سيد أحمد بن سيدي عثمان بن مولود القلاوي، كان رحمه الله عالما فقيها كثير المطالعة كثير النقل للمسائل حسن الخط، جمع، كما قال صاحب فتح الشكور، من المسائل ما بين جواب ونظم ما لو جمع ورتب على أبواب الفقه لكان تأليفا مستقلا.
أخذ عن منيرة بن حبيب الله الألفغي الشمشوي وعن خاله الطالب محمد بن الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى.
توفي رحمه الله عام 1179 هـ.
وابنه : الفقيه العالم المصطفى بن الفقيه العالم سيد أحمد بن الفقيه العالم سيدي عثمان بن مولود القلاوي، كما وصفه جدو بن الطالب الصغير، له العمل المشكور في جمع نوازل علماء التكرور وهي موسوعة فقهية حقيقية ، كما يقول محققها، حوت فتاو قيمة صحيحة النقول مرتبة ترتيبا فقهيا دقيقا ومنتقاة انتقاءا علميا رصينا، لم يجمع فيها أية فتاو أو أجوبة لتضخيم حجم العمل، بل راعى الجودة والفائدة على حساب الكم وضعف المحتوى.
جمعها من فتاوي والده الفقيه البارز سيدي أحمد بن عثمان بن مولود ومن فتاوي علماء ولاتة وتنبكتو وتيشيت وغيرهم. وقد حقق هذا الكتاب وطبعه مشكورا الدكتور الباحث المميز حماه الله بن السالم.
توفي رحمه الله سنة 1204 هـ.
ومن الذين طاب لهم المقام بولاتة واستقر بها برهة من الزمن واعتبرناه ولاتيا : الفقيه سيدي المختار بن الطالب سيد أحمد بن محم بن أحمد بن الحاج المصطفى القلاوي الشنقيطي، من أولاد يبويه ثم من أولاد أحمد. أخذ العربية عن ابن عمه أحمد بن الحاج حمى الله القلاوي بشنقيط، وأخذ بعض مختصر خليل بتيشيت عن الشريف محمدنا لله بن أحمد بن الإمام، وفي ولاتة أكمل دراسة خليل على سيدي الحسن بن الطالب أحمد البرتلي. كان زاهدا في الدنيا ذا بصيرة وفهم، وله شعر حسن. شرح أدوات سيدي محمد بن موسى بن إيجل الزيدي التيشيتي في الإعراب.
توفي رحمه الله عام 1205 هـ.
قلت : ابنه الرئيس محمد الامين استقل بالرئاسة عن أولاد يبويا ومعه إخوته وعياله وأسس حلة أهل الطالب سيد أحمد.
ومن أهل الحاج عيسى :
عبد الباقي بن الطالب محمد بن أبي بكر بن الحاج عيسى، كان فقيها عالما، توفي رحمه الله تعالى سنة 1214 هـ.
وابن أخيه : الرئيس السيد النبيه اللوذعي حامي العشيرة عبد الصادق بن الإمام نافع بن الطالب محمد بن الحاج أبي بكر بن الحاج عيسى رحمهم الله، من رؤساء ولاتة وسادتها وأغنيائها وذوي الجاه فيها. كان رحمه الله تعالى عالما أديبا حليما سيدا كريما، ومع ذلك كان متواضعا لا يتكبر على أحد ولا ينازع الأمر أهله.
وكان ذا مال لم يشغله عن آخرته، ملازما للمسجد محبا للعبادة، ساعيا في مصالح المسلمين معظما في زمنه محببا عند العلماء والصلحاء حسن الخلق. بهذا ترجم له الطالب بوبكر المحجوبي في كتابه منح الرب الغفور.
توفي رحمه الله تعالى يوم الأحد 25 محرم 1235 هـ.
ومنهم : الفقيه أحمد مولود بن عبدي بن سيدي الامين بن الفقيه الطالب محمد بن الفقيه أبي بكر بن الفقيه الحاج عيسى رحمهم الله تعالى، كان فاضلا صالحا تقيا عالما نحويا لغويا أديبا لبيبا، بيته بيت علم وفضل وصلاح، توفي رحمه الله سنة 1249 هـ. وهو آخر من وقفنا عليه من هذه الأسرة الولاتية العريقة في المراجع التي عندنا، ولم نجد لهم ذكرا بعده فلعلهم خرجوا من ولاتة أو انقرضوا، وهذا حصل لأسر ولاتية عريقة كأهل عمر الولي المحجوبي وأهل الطالب الحبيب الحرشي. وقد قال الطالب بوبكر في منح الرب الغفور إن أهل عمرالولي انقرضوا. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ومن أقلال ولاتة :
الوافي بن محمد المصطفى بن أحمد العم السيداوي القلاوي، كان رحمه الله من عباد الله الصالحين ومن أهل المروءة حسن الخلق كثير الصمت. توفي سنة 1315 هـ كما ذكر الطالب بوبكر في المنح. وذكر في حوادث سنة 1313 هـ أن زوجته هي اماتي بنت محمد عبد الله بن أحمد ديده.
ومن أقلال ولاتة كذلك : احماد بن محمد سيد المختار رئيس أقلال ولاتة وفقيههم، توفي رحمه الله 9 جمادى الآخر 1327 هـ كما في حوليات ولاتة.
وحَمَنِّ بن باب سيدي بن محمد سيد المختار، لعله ابن أخ السابق، توفي رحمه الله 7 ربيع النبوي 1329 هـ.
ومن أهل الطالب الوافي :
الطالب عبد الله بن الفقيه الحاج عثمان المجاور بن محمد بن الطالب الوافي، كان من الصالحين المشهورين تقيا عابدا، له أوراد وأذكار وأدعية في المساء والصباح، بيته بيت علم ودين وصلاح.
استشهد رحمه الله بولاتة في وباء مقاطه عام 1208 هـ.
ومنهم : آبَّ بن محمد بن آب واسمه المختار بن محمد بن المختار بن الوافي بن محمد بن الطالب الوافي، كان رحمه الله من عباد الله الصالحين، ملازما للطهارة صيفا وشتاءا، سفرا وحضرا، لا يصلي أبدا إلا بالماء، وكان ملازما للصلاة في المسجد يصلي فيه الصلوات الخمس، محبا للصالحين وأهل الخير. توفي رحمه الله وعمره نحو الخمسين سنة 1294 هـ.
ومنهم : الطالب عبد الله المكنى بابن سلام بن الحاج بن الطالب عبد الله بن الحاج عثمان المجاور بن محمد بن الطالب الوافي، كان رحمه الله لا يخرج كتاب الله من فمه أبدا، لا تراه إلا وهو يتلو كتاب الله تعالى، لا يمل منه ليلا ولا نهارا، وكان كالفاتحة عنده.
وكان من الصالحين، يضحك الناس بما هو مباح شرعا على نية جبر الخواطر.
توفي، وعمره نحو السبعين، يوم الثلاثاء آخر أيام المحرم 1305 هـ.
ومنهم : الحاج بن محمد الحاج بن الطالب عبد الله بن عثمان المجاور بن محمد بن الطالب الوافي ، كان عبدا صالحا. توفي رحمه الله في قرية صغرى المالية وعمره نحو الخمسين سنة عام 1311 هـ.
وكذلك : آبَّ بن المختار بن الطالب عبد الله بن عثمان المجاور بن محمد بن الطالب الوافي، توفي رحمه الله بولاتة سنة 1313 هـ.
وأبناؤه :
• الدِّيدَّه بن آب بن المختار بن الطالب عبد الله بن عثمان المجاور بن محمد بن الطالب الوافي، توفي رحمه الله سنة 1348 هـ.
• المختار الملقب باب بن آب بن المختار بن الطالب عبد الله، لم نعرف تاريخ وفاته رحمه الله.
• الطالب الوافي بن آب بن المختار بن الطالب عبد الله بن عثمان المجاور بن محمد بن الطالب الوافي، توفي رحمه الله سنة 1392 هـ (1972 م). وأبناؤه : الديده رحمه الله ( توفي آخر القرن الماضي أو في بداية هذا القرن 21 م )، وآبَّ ولاله فاطمة على قيد الحياة أطال الله بقاءهما.
المراجع :
1. فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور للطالب محمد بن أبي بكر الصديق البرتلي الولاتي، طبعة دار الغرب الإسلامي، بيروت 1401 هـ - 1981 م.
2. منح الرب الغفور للطالب بوبكر بن أحمد المصطفى المحجوبي الولاتي، تحقيق الدكتور محمد الامين بن حمادي طبعة 2011 م
3. حياة موريتانيا – حوادث السنين للمختار بن حامد، تحقيق الدكتور الباحث المميز سيد أحمد بن أحمد سالم، نشر هيئة أبي ظبي للثقافة والتراث 2009 م
4. موسوعة المختار بن حامد – جزء الاقلال، مرقون
5. العمل المشكور في جمع نوازل علماء التكرور لمحمد المصطفى بن سيد أحمد بن سيدي عثمان بن مولود السيداوي القلاوي الولاتي، تحقيق الباحث المميز الدكتور حماه الله بن السالم، دار الكتب العلمية، طبعة 2014 م
6. تاريخ جدو بن الطالب الصغير البرتلي الولاتي، مخطوط
7. حوليات ولاتة، مخطوط
8. Paul Marty, Etudes sur l’Islam et les tribus du Soudan, édition 1920