يبدو أن العام الدراسي 2019/ 2020 استثنائي بكل المقاييس بالمفهوم الايجابي والسلبي للكلمة فرغم الظروف التي اكتنفته وما شهده من أحداث ليس المقام مناسبا لرصدها والغوص في مجرياتها خصوصا ونحن بصدد هزة أخلاقية وسياسية وجنائية مدانة هي تسريب نتائج مسابقة البكالوريا التي جرت رغم الملاحظات الجمة في ظروف عادية وطبيعية وكانت تتويجا لمسار دراسي حافل بعطاء المدرسين والطلاب وأولياء أمورهم وهي جهود تضافرت فأثمرت نسبة نجاح غير مسبوقة كانت هي المكافأة الكبرى التي أثلجت صدور الجميع لكنها وهذه حال الدنيا حركت الأحقاد الدفينة لأعداء النجاح وخصوم الإصلاح الذين سولت لهم أنفسهم الأمارة بالسوء تجريب محاولة ماكرة هدفها التشويش على مسار الإصلاح من خلال عملية تسريب يائسة وبائسة لنتائج مسابقة البكالوريا ونشرها على موقع مشبوه قصد تعكير فرحة هذا الانجاز الذي تحقق بجهود مخلصة وتضحية ومثابرة.
إن إعلان وزارة التهذيب الوطني عن تشكيل لجنة تحقيق في قضية تداول النتائج قبل نشرها رسميا هو إجراء سليم وبلسم خفف من وقع هذه الواقعة التي حزت في نفوس الغيورين على سمعة ونزاهة وشفافية مسابقة البكالوريا الوطنية غير أن هذه اللجنة يجب أن تخرج من حيز الحبرية العدمية إلى فضاء أرحب لن ترى نوره قبل الشروع بالخطوات الهامة التالية:
إعلان تشكيلتها رسميا
تحديد مهلة زمنية لمهمتها
الإعلان عن نتائج التحقيق ونشرها للعموم.
كل ذلك حتى لا تتحول مهمة هذه اللجنة -التي تعلق عليها أمال جسام في توضيح ملابسات هذه الجريمة- من إظهار الحقيقة وتحديد المسؤوليات إلى طمس الأدلة والتستر على الجناة كما أن على هذه اللجنة المبرزة أن تؤدي بمهنية وإخلاص هذه المهمة الوطنية التي وضعت على عاتقها وأن يعي أعضاءها أنه لن يتسنى لهم ذلك دون أن يتضمن تقريرهم من بين أمور عدة التوصيتين التاليتين:
التوصية بإحالة قضية التسريب إلى وكيل الجمهورية لمباشرة التحقيق الجنائي خصوصا أن صاحب الموقع الوهمي الذي انتهك السرية المهنية معترفا بنيته الإجرامية باستخدامه الرشوة حسب زعمه وحرصه على إبراز الدافع السياسي وراء جريمته.
التوصية بمراجعة القوانين المنظمة للمسابقات الوطنية.
إن ما قام به معالي وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح السيد محمد ماء العينين ولد أييه من جهود مشهودة- وازنت بين العمل الدؤوب على إنجاح هذا العام الدراسي الاستثنائي ومتابعته لورشات مراجعة منظومتنا البيداغوجية- هي جهود تذكر فتشكر إلا أنه حان الوقت لإطلاق ورشة الإصلاح الإداري والهيكلي لوزارة التهذيب وهو إصلاح يجب أن يبدأ بمنظومة الامتحانات كونها غاية العملية التربوية ومقياسها ومحصلتها بتالي يعتبر إصلاحها تحدي لا يقل أهمية عن أولوية الأولويات وهي تحسين مردودية التعليم ومخرجاته.
خونه ولد اسلمو