هو العلامة الجليل العامل، أبّ ولد أنَّ ولد محمد المصطفى المحجوبي الولاتي
ولد العلامة الجليل سنة 1919 في مدينة ولاتة التاريخية ، لوالده أنّ ولد محمد المصطفي المحجوبي، نبغ صبيا ونشأ على ما كان علمه أبوه من مكارم الأخلاف وقيم النبل والرجولة وتلقى عليه القران حفظا ودراية وأخذ العلم عن كوكبة من علماء ولاته، ودرس العلوم الشرعية واللغوية دراسة معمقة.
في سنة 1941 عين معلما للغة العربية في مدرسة تمبدغة وفيها أتقن الفرنسية وفي سنة 1947 عين مديرا لمدرسة تامشكط ومدرسا للفرنسية فيها ومنها إلى مدرسة النعمة، وفي 1952 عين مترجما "أملاز" في النعمة إلا أن الحاكم الفرنسي "لمانصوه " لم يرض عنه لانحيازه للوطن والمواطن بدل المستعمر، فترك الترجمة ورجع للتدريس في سنلوي " اندر " وتعلم الانجليزية قراءة وكتابة .
وغداة الاستقلال عين نائبا في البرلمان وفي حكومة الاستقلال 1961 عين وزيرا للتهذيب ثم العدل ثم استقال ليصبح نائبا وحين أقيل رئيس الجمعية الوطنية سليمان ولد الشيخ سيديا سنة 1963 عين اب رئيسا للبرلمان مكانه وكان قوي الشخصية شجاعا.
في سنة 1966 عين رئيسا للمحكمة العليا وفي سنة 1975 انتخب عضوا في البرلمان وبعد انقلاب 1978 عين وزيرا للعدل
ثم تقاعد ليتفرغ للدرس والمطالعة والتأليف حتى توفي في السابع من مايو سنة 2007 مخلفا الكثير من الآثار العلمية المفيدة
كان المختار ولد داداه يحبه ويُجلّ فيه العالم وكان يصحبه في رحلاته إلى الدول العربية والاسلامية.
من قصصه أنه حين تحول "أملازا" وكان قبلها معلما جاء أحد الوجهاء للمنزل بجمل محمل بالزرع وقامت الأسرة بإعداد طبق من ذلك الزرع وحين عاد هو تفاجأ بالزرع وحين أخبروه القصة اشترى الكمية المستعملة وردها على زرع الرجل وحمله إليه وعنفه فاعتذر الرجل بأنها مجرد هدية فقال له لقد كنت معلما ولم أتلق أية هدية من أحد فلماذا الهدية وقد أصبحت مترجما؟!
والشيء بالشيء يذكر فقد روى النائب محمد عالي شريف أن الملك فيصل أهدى للرئيس المختار شيكا بمبلغ مليون دولار أمره المختار بإيداعه في الخزينة العامة للدولة فقال له شريف : الشيك باسمك وهدية شخصية فقال له : لو كنت رجلا عاديا جالسا في بتلميت ما أعطاني أحد شيئا المبلغ أعطي للدولة الموريتانية .
ومما يروي البعض أنه حين زار الوزير أبّ ولد أن مصر كتبت بعض الصحف أن الوزير الموريتاني يحمل أقصر اسم في العالم من حرفين حرف له هو الباء وحرف لأبيه النون.
رحم الله أبّ ولد أنّ رجل من الجيل المؤسس أعطى في صمت ورحل في صمت.