تاريخ قدوم يحي الكامل المحجوبي الي مدينة "ولاتة" فاتحا

اثنين, 11/15/2021 - 09:53

لقد اختلفت النصوص التاريخية في قدوم الشريف العالم الصالح يحي الكامل المحجوب إلي ولاتة فاتحا حيث نجد الطالب أبو بكر المحجوبي في كتابه منح الرب الغفور يشير إلي إمكانية قدوم يحي الكامل جد المحاجيب في القرن الثاني والي إمكانية قدومه في أوائل القرن الخامس أو أواخر الرابع الهجري ومما رجح الطالب أبو بكر أن يحي الكامل معاصر لعبد القادر الجيلاني وانه تربطه به رابطة قربى وكانا يقيمان ببغداد وعبد القادر الجيلاني عاش في النصف الأول من القرن السادس الهجري فبناء علي هذا يكون يحي الكامل قد قدم ولاتة في القرن السادس علي وجه التقريب(19).

ونجد في مقال علي الانترنت تحت عنوان

مدخل إلى التصوف ونشأته: يعتبر موضوع… – شيوخ وعلماء توات …

تلقت ولاتة المدد الثقافي من توات وحل بها رجال كانوا دعاة إلى الله ومعلمين مرشدين و من هؤلاء العلماء “يحي كامل المحجوب” (جد قبيلة المحاجيب التواتية)، الذي جاء ولاتة في عهد اختلف في تحديده، هل في القرن الثاني عشر أو السادس أو التاسع للهجرة، وقد ذكر أن هذا العالم كان معاصر لسيدي عبد القادر الجيلاني وانه كان معه في العراق مما يرجح انه من أهل القرن السادس، وبوصول يحي ا الكامل انتعشت حركة الثقافة العربية الإسلامية في مدينة ولاتة، وفي القرن التاسع جاء الولي الصالح احمد البكاي (ت:120هـ/1541م) إلى ولاتة فاتخذها دار له، ثم بعد ذلك أوصل الطريقة القادرية إلى السنغال،

ونجد في تاريخ توات للدُكتور احمَد أبا الصافي جعفْري عنوان الصفحة علي الانترنت:

ما مفاده أن عائلة المحاجيب قدمت إلي توات سنة 675ﻫـ،

وملخص القول علي ما رأيناه هو أن الشريف يحي الكامل جد المحاجيب قدم إلي ولاتة فاتحا إما في القرن الثاني وإما في القرن السادس علي ابعد تقدير وانه وجد القضاة والامامات قبله في شكل أقلية مضطهدة تتحرك من حول المدينة و بعد أن أصبحت السلطة السياسية بيده  انضموا إليه  وصاروا قبيلا واحدا يسيطر علي ولاتة ويسمي بالمحاجيب حيث يقول الديشفي:

 وصاروا قبيلاً واحدا وتصاهرُوا *  وكلهم في معدن المجد من فهر

وهمْ قد تَكَنَّوْ بالمحاجيب جُمْلةً    * من العالمِ المحْجُوبِ والعلمِ في الصَّدْرِ

 الإنتعاش الثقافي لولاتة اثر قدوم يحي الكامل

لقد انتعشت حركة الثقافة العربية الإسلامية في ولاتة بقدوم يحي الكامل المحجوب (جد قبيلة المحاجيب) فاتحا فقد كان فقيها عالما وقد تسلسل العلم في ابنائه فاستقام أمرُهم وأسَّسُوا بُنيانهم على العدل والإحسان حتى تَروَّى أهلُ البلاد من أنوار علومهم إلى أن عُرفوا بين سائر الناسِ.

وهناك أربع دلائل علي تسلسل العلم في هذه الفئة وتَرَوِّي أهلِ البلاد من أنوار علومهم.

لما زارهم محمد بن مسلم الديشفي التنيكى في القرن الثامن الهجري ووجدهم على ما هم عليه من العلم والصلاح بين ذالك مادحا لهم بقصيدته التي تعد من أقدم الشعر الموريتاني و التي يقول فيها:

إذا كنت جوالا وفي الأرض تبتغي * منازل بعض الصالحين ذوي الذكر

عليك بعثمان الفقيه المجدد * وآبائه الغر الأكارم من فهر

أولئك من خير الأسالف عادة  * قديما بطيب الأصل في أكمل الحصر

محمد الغيث الذي كان جوده * يقوم مقام الغيث في زمن العسر

محمد الغيث بن قطب زمانه   * محمد   الفتح   المقدم   في   الأمر

ووالده الفتح الكريم محمد *به كان فتح المشكلات مدي الدهر

وذاك ابن يحي الكامل الخير كله * وذاك من نسل الخلائف والحبر

ومن نسل من كانت قريش تهابه * وتصفو له في السر منها وفي الجهر

إلي ان يقول

وهم قد تكنو بالمحاجيب جملة * من العالم المحجوب والعلم في الصدر

مصاليق بيض من ذؤابة غالب *  خلائف كل الصالحين ذوي الحبر.