"بل اعقلها وتوكل"…

أحد, 12/22/2024 - 15:56

من المعروف إسلاميا، أنه لا تعارض بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله سبحانه وتعالى.

فردم الهوة العلمية والتكنولوجية والتقنية بين الغرب (بما فيه قاعدته المتقدمة شرقا، إسرائيل)، من جهة، والعالم العربي والإسلامي، من جهة أخرى، يندرج في إطار الحد الأدنى من الأخذ بالأسباب، في عالم شديد الاضطراب. في هذا الإطار، لا أستبعد أن يجمع فقهاء الأمة، اليوم أو غدا أو بعد غد، على أن دراسة العلوم البحتة والتكنولوجيا والتقنيات، فرض عين على كل مسلم، من المهد إلى اللحد، كما لا أستبعد أن يفتوا، اليوم أو غدا أو بعد غد، بأن هذه الدراسة تدخل في مفهوم الجهاد، بالنظر إلى طبيعة المخاطر الوجودية التي تتهدد المنطقة العربية والإسلامية.

فمن المخجل أخلاقيا وحضاريا أن يستمر تلاعب الأوساط المعادية للعرب والمسلمين في الغرب بالسذاجة الفكرية والسياسية لدى بعض الحركات "الإسلاموية" ؛ لقد تم مبكرا استغلال هذه الحركات غربيا لطرد العثمانيين من المنطقة العربية، لتتحول تعهدات "عرقوب"  إلى وعود مأساوية على المنطقة ؛ وتمت الاستعانة بهذه الحركات لدحر السوفييت في أفغانستان، ليتم لاحقا الانقضاض عليها وتدميرها ؛ وتم استغلالها غربيا لتدمير العراق، ليتم استهدافها حتى اليوم، تبريرا للاحتلال والتدمير في الشام ؛ وتم لاحقا استنفار هذه الحركات من طرف أوساط غربية، وقودا لما سمي ب-"الربيع العربي" الماحق… ؛ وها هو أحد أجنحتها يتحول، بقدرة قادر، من لائحة "الإرهاب" إلى خانة "الشريك الاستراتيجي"، لتفكيك سوريا والإذعان في تدمير مقوماتها العلمية والحضارية. فاستهداف أصحاب الاختصاصات العلمية والعسكرية اليوم في سوريا، دون غيرهم من "المجاهدين"، يسلط ضوءا فاحصا على مسلمات سياسية دامغة، من شأنه إنارة الدرب لمن كان له قلب…

من صفحة Isselkou Ahmed Izidbih