دفن سيدة حية بمقبرة نواكشوط ومطالب بنبشها (إسمها)

ثلاثاء, 11/26/2019 - 12:34

شكلت تصفية الشركة الوطنية للإيراد والتصدير "سونمكس" دفن في وضح النهار لسيدة موريتانية حية ترزق ، نظرا إلى ما اثبتته الحقائق والأرقام المسربة من رحلة الشركة المتسارعة نحو دفنها وردم كل الممارسات ومحو ملابساتها.

فقد ثبت في ما لا يدع مجالا للشك ان السيد تمت تصفيتها في ظروف احسن من الظروف التي تعيشها بعض المؤسسات العمومية بسبب الفساد مثل صوملك والتلفزة ووكالة تشغيل الشباب ، وسوماغاز والموانئ واسنيم إلى غير ذلك...

ولعل المرض المعدي الذي اصاب السيدة سونمكس هو نفس المرض المتفشي بين جميع المؤسسات العامة ، والذي من ابرز اعراضة التسييس ، وغياب ابسط معايير االتسيير والتستر على النهب والفضائح.

إلا أن السيدة سونمكس تميزت عن تربها بشهية خاصة عانت خلالها من تآمر القائمين على تسييرها بمحاولتهم ردم واخفاء جميع الفضائح والممارسات .

لكن جسامة الفساد وزلزلة الفضائح وفجاعة الحدث نطقت بلسان وابدت مشهدا قاتما هدد بكشف كل مستور ما دفع المتسترين على الفظائع إلى دفن السيدة سونمكس حية .

وتلك ابرز الاسباب التي دعت إلى دفن الشركة العجوز ، لكنها ليست وحدها ، فهنالك عوامل أخري أبرزها إبطال الديون المستحقة ، والشهية المفتوحة لتقاسم تركة السيدة التي يبدو انها لم تخلف ، وتلك كرامة غريبة ، أن تنهب الحي وترثه ميتا ، خاصة أن ممتلكات أي شركة تحت التصفية تكون عادة "وانطير " ما يمكن الجلاد من الضحية.

إلا أننا في موقع "صوت" (نسرق جرت الابل) كما يقال شعبيا ، وسنعتمد على ما جمعناه من معلومات لاقتفاء اثر السيدة العجوز ونبشها لاخراجها حية ترزق ، لعل الله يهدي السلطات العليا إلى اعادتها إلى دورها في الرفع من المستوى المعيشي للسكان.

الحسابات

وحسب آخر معلومات عن الشركة 2017 ، وبالرغم من الافتراس الذي تعرضت له السيدة كانت الديون عند حد 178 مليون أوقية قديمة بالنسبة لرقم الاعمال ، وقد تكون النتيجة مفتعلة إذا اخذنا بعين الاعتبار امكانية سياسة تحصيلية للديون الخارجية.

وكانت المداخيل في الاشهر الثمانية قرابة 4 مليارات أوقية قديمة ، بينما تكاليف الشراء مليونين ونصف أي 2560000 أوقية ، ما يفيد ان هامشها التجاري هو مليار 440 مليون أوقية ، مع دين طويل الامد لا يتجاوز 800 مليون ، ما يؤكد تعمد دفنها.

وقد دفعت الشركة من الديون طويلة الامد المستحقة عليها في تلك الاشهر الثمانية 42 مليون لCDD ، وهو ما يثبت حيوية الشركة ونشاطها.

وهناك سبعة مليارات كانت لدى الشركة في حسابات هي مكمن الممارسات الغامضة للتسيير الارعن الذي دفع بالشركة إلي المقبرة.

ولعل أبرز المفاجآت في ملف شركة سونمكس هو أن الشركات التي تتم تصفيتها عادة ما تكون الديون المستحقة عليها أكثر من الديون المستحقة لها ، وشركة سونمكس تطالب من الديون أكثر مما يطلب عليها بأربعة مليارات أوقية قديمة ما يستبعد فرضية التصفية بدليل ما يلي :

... يتبع