كشف مصدر شديد الاطلاع لموقع "صوت" أن مجموعة من "النافذين" تحاول الوساطة بين الرئيس السابق عزيز ، والرئيس الحالي محمد والغزواني .
ولا اريد ان أمر على كلمة نافذين حتى أوضح للقراء معنى مصطلح النافذ في وطننا موريتانيا.
النافذ في موريتانيا هو ذاك الشخص الذي تمكن من شخصنة الدولة بعيدا عن المجمع الانتخابي ، وتسييرها بعقله الواحد بوصفها ضيعة له تعود لملكيته ، يطعم منها من يشاء ويحرم من يشاء ، ويرتب العامة حسب مزاجه ، فيجعل منهم النافذ ورجل الاعمال والوزير ، حتى انه قد يحول اصحاب القمار إلى فقهاء ثم العكس إلى غير ذلك.. ولذلك فليتنافس المتنافسون.
المهم حسب ما نقله مصدر شديد الاطلاع لموقع "صوت" أن رئيس الجمعية الوطنية كان أحد الوسطاء ، الذين كانوا يحاولون لقاء الرئيس في نواكشوط مساء الاربعاء ، إلا أن الرئيس قرر المبيت في اكجوجت ، وسافر إليها مما دفع رئيس البرلمان إلى متابعة السفر نحو اكجوجت ، لقتل عصفورين بحجر واحد ، حضور فعاليات الاستقلال وتلك قربى للرئيس ولد الغزواني ، وضمان رضاء ولد عبد العزيز بوصف الرحلة كانت بنية الوساطة ، إلا أن الوسيط كان شاهدا على فصول ارهاصات وتحركات تبين لاحقا انها كانت محاولة انقلاب.
ولعل البعض لم يكتفي بتعريف رئيس البرلمان ، وذاك وارد بدليل ان الرئيس متغير ، فالنائب ولد بايه هو احد ابناء المؤسسة العسكرية وعمدة ازويرات السابق ، وصاحب المقطع المصور المعروف بسم "المليارات" الذي يقول فيه (آن متليت).
ويرى البعض في هذه الوساطة الحالية عودة للورى وتنازل عن مبادئ والتزامات كان الرئيس ولد الشيخ الغزواني قد قطعها على نفسه والتزم بها لشعب لم يعرف الوفاء في حكامه منذ انشائه إلى اليوم.
وهكذا تصغر موريتانيا وشعبها في اعين حكامها يوما بعد يوم ، وتتصادم مصالح الساسة على حساب شعب فقير اريد له ان لا يكون جزء من المعادلة بعد حرمانه من ثراء الدولة .
ويبدوا أن توجه الرئيس الجديد الداعي إلى اشراك جميع مكونات الشعب من موالات ومعارضة دون اقصاء ، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.
ومهما يكن من أمر فإن محاولة انتاج نظام شمولي جديد في موريتانيا ، تعزز الحاجة الى عقد توافقي جديد يجدد رغبتهم وثقتهم في دولة واحدة حارسها الدستور والقانون وأساسها حقوق المواطنة و القيم والاعتراف المتبادل.