كشف مصدر من المنقبين في تجريت لموقع "صوت" النقاب عن قصة المنقبين سالم وحيده ورحلتهما إلى تجريت للبحث عن الذهب .
وكان سالم وحيده قد قدما متأخرين إلى منطقة تيجريت حيث عملا في الحفر باجر لم يتجاوز 3000 أوقية قديمة لليوم إلا أن صاحب الحفر لم يحالفه الحظ في الحصول على ما يضمن استمرارية العمال مما دفعه إلى الاستغناء عن خدمات سالم وحيده.
مضى سالم وحيد اسبوعا في البحث عن العمل على ميدان حفر الآبار ، ولكن دون جدوى ، وزادت صعوبة البحث بعد ان نفد ما بحوزتهم من فلوس ، واستغلوا السلفة والدين أياما حتى استحوا ، وتجاوز الدين 50000 الف اوقية قديمة ، وأصبحوا على نفقة بعض الخيرين الذين يوفرون لهم الاكل والماء وهو اهم مصادر البقاء على قيد الحياة في تلك المنطقة.
بعد اسبوعين قرر سالم الرجوع إلى نواكشوط ، وتمكن من اقناع حيده ، إلا ان تكاليف النقل البالغة 8000 أوقية قديمة كانت ابرز العوائق التي واجهت المنقبين .
اقترح السيد حيده ان يعرضوا على احد الناقلين حملهم إلى نواكشوط ، على ان يدفعوا له بعد الوصول ، لان لديه صديق لن يتردد في دفع التكاليف عنهم .
وبعد الاتصال بسائق هيلكس وعرض الاقتراح عليه وافق على شرط ، بعد الوصول إلى نواكشوط ، ان يبقى معه احدهم ، ويذهب الآخر ليأتي بتكاليف النقل ، وهو ما تم الاتفاق عليه.
ولكن الناقل ما ان وجد الكمية من الركاب المتوجهين نحو نواكشوط ، حتى عاد إلى سالم وحيده يعتذر لهم ان السيارة لم يعد فيها مكان وقد امتلأت من الركاب ثم انطلق بسيارته ، ليبقى سالم وحيده حائرين في فيافي تجيريت .
فوض سالم وحيده الامر لله.. وحملا متاعهما وتوجها نحو ميدان التنقيب ، وبعد جولة بين الآبار للحصول على العمل دون جدوى ، اقترح سالم ان يحفرا بئرا خاصا بهما ، ما اثار سخرية حيده قائلا : وما ذا نأكل؟ ، فأجابه سالم غاضبا التراب!.
بدأ سالم في الحفر ، وبعد ان تأكد حيده من جديته انضم إليه في صمت ، وكان كلما مرت بهم جماعة من المنقبين يضحكون من جديتهم ، ويقولون لهم ، ستتعبون انفسكم لن تجدوا سوى العقارب السامة.
تابع الصديقان العمل وكان سالم كثيرا ما يخرج من الحفر بعد ان وصل نصف متر ، ويذهب إلى حفر آخر ، ثم يأتي تارة بماء وتارة بكأس من الشاي ، وتارة بقطعة خبر ثم يتقاسم ذلك مع حيده ، وهكذا تواصل العمل حتى خرجا لصلاة العصر بعد ان اصبح الحفر اطول من متر .
كان حيده أول من عاد إلى الحفر بعد صلاة العصر ليتفاجأ عند أول ضربة بلون أصفر ، ليطلق صراخا من الفرح ، تأكد سالم ان عقربا لدغته ، واسرع إليه قائلا عقرب؟ عقرب؟ ، فقال حيده بل الذهب الاصفر! فرد عليه اسكت!.
دخل سالم مع حيده في الحفر فوجدوا حجرا نصفه يغلب عليه الذهب ، فتمكنوا من نزعه كاملا ، وفصلوا عنه الحجارة ، ودقوه في مدق ، ثم جعلوه في قميص سالم ، توجهوا به التصفية حيث تمت تصفية 986 غراما وهو اقل من ب 14 غرام من كلوغرام.
اقترح حيده ان يسددا دينهما ويتقاسما الباقي ويذهبا إلى نواكشوط ، إلا ان سالم رفض متعللا ان الحفر مهم ولن يتخليا عنه مادام فيه طمع .
قرر حيده اخذ نصيبه بحجة ان الفرص قد لا تتكرر ، ما دفع سالم إلى تقاسم الذهب معه مقابل التخلي عن الحفر ثم انطلق إلى نواكشوط مع نفس الناقل الذي سبق ان اتفقا معه ، ولكن بعد أيام من العمل في الحفر لم يجد سالم نتيجة قرر هو الآخر التخلي عن الحفر والسفر إلى نواكشوط.
وهكذا علينا ألا نقلق ولا نخاف ونفوض الأمر كله إلى الله تعالى ، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ" صدق الله العظيم