كشف مصدر عائلي لموقع "صوت" عن قصة فتاة موريتانية في نواكشوط رفض والدها ان يزوجها من شاب موريتاني.
وأوضح المصدر أن الفتاة الممرضة بأحد مشافي نواكشوط ، والتي تسكن في مع أمها المطلقة باحد احياء عرفات ، كانت تربطها علاقة بشاب يعمل تاجر هواتف في نواكشوط ، قبل أن يتقدم إلى أمها بطلب يدها ، حيث وافقت متعللة أن القرار يبقى في يد والدها الذي يسكن في احد احياء تيارت بنواكشوط.
وبعد ارسال الشاب مجموعة من ذويه إلى الوالد لطلب يد الفتاة ، رفض الأخير متعللا أنها سبق أن طلب آخر يدها ، خوطبت من احد اقربائها.
وبعد علم الفتاة بالخبر اتجهت نحو منزل والدها تتحسس الخبر ، حيث اكتشفت من زوجته ان الخطبة التي تحدث عنها الوالد حقيقية وتعود إلى زميل له ، رجل أعمال متزوج في نواكشوط ولديه عائلة كبيرة.
لم تتمالك الفتاة نفسها حيث اتصلت بوالدتها لتعلمها بالكارثة ، حيث اتصلت الام بوالد الفتاة تستفسر عما سمعت ، ليخبرها ان ذلك حصل ، وأن العريس اعطاه موعدا شهر واحد لعقد القران.
فأجابته والدة الفتاة.. ومن ادراك أنها موافقة على ذلك؟ فقال إن لم توافق فستكون القطيعة بيني وبينها ، فقد تعهدت بذلك ولا مناص من تنفيذه.
فأجابته الوالدة هذا المسن هو الذي دفعك إلى رفض الشاب الذي تقدم إليك يطلب يدها؟
فقال لها نعم.
توجهت الفتاة نحو منزل أمها بعرفات وبعد مناقشة القرار الجديد ، تمت الاستعانة بمقربين من الوالد لثنيه عن قراره تزويج ابنته برجل يكبرها بأربعين سنة ، ولكن دون جدوى.
تواصلت الفتاة والشاب الخطيب عن طريق الهاتف وتارة في زيارات خاطفة في منزل الوالدة بعرفات ، وأمام المشفى الذي تعمل فيه.
توترت العلاقة بين أم الفتاة ووالدها ما دفع الاخير إلى نقل الفتاة للعيش معه في تيارت بحجة ان لديه سيارة توصل ابنته الممرضة كل يوم إلى مكان عملها .
وكان الوالد كثيرا ما يصلي بأحد المساجد القريبة من المنزل ، حيث يرتبط مع إمامه بعلاقة صداقة قديمة ، وقد يتأخر معه في المسجد حتى منتصف الليل.
وذات ليلة اتصلت الفتاة بالشاب وطلبت منه ان كان جدا في القضية ان يأتي إلى المنزل ، وبعد حضوره ركبت معه سيارته ثم توجها إلى أمام المسجد الذي يوجد فيه والدها .
وبعد خروج الوالد من المسجد ، وأثناء اغلاق الامام للمسجد ومعه ثلاثة شيوخ باغتته الفتاة والشاب بالسلام حيث طلبوا منه فتح المسجد ، قائلة إنها مسلمة دفعتها الظروف بالارتباط مع شاب ليس بمحرم وتريد الارتباط معه .
ضج الشيوخ الثلاثة وتخاصموا بينهم ، وكثر اللغط ، حيث اقدم أحدهم على فتح الباب إنارة المسجد ليدخل الشاب وتجلس الفتاة عند بابه ، حيث قالت أنا فتاة مسلمة لم يسبق لي ان تزوجت ، وقد ارتبطت مع هذا الشاب الذي يرفض والدي ان يتزوجني ، ولا أريد أن ان ادفعه إلى الحرام ، حيث تتم الخلوة بيننا غالبا ، ولا اريد سوى الزواج على كتاب الله وسنة رسوله.
اندلعت الخصومة بين الشيوخ وارتفعت الاصوات بين محرض على التعجيل بعقد القران بين الشباب لتجنب ما هو أسوء ، وبين من يرى التريث لمعرفة جميع جوانب القضية.
وبعد نقاش بين الشيوخ الثلاثة وإمام المسجد اتفق الاربعة على عقد القران بين الشاب والفتاة لدرع المفسدة ، وبعد انتسابهما للشيوخ ، تم توكيل احدهم للفتاة والآخر للشاب وعقد الإمام القران بشهادة أحد الشيوخ الثلاثة.
لكنه وبعد انهاء العقد وتسليم الفتاة كتابة بخط الامام ، كشفت للجماعة عن ان والدها هو فلان أحد ابرز جماعة المسجد ، ما دفع الامام إلى الاتصال عليه ليستفسر منه عن قضية الفتاة ، حيث اخبره قائلا : لدي فتاة واحدة وها هي نائمة في المنزل .
أما الشاب والفتاة فقد اتجهوا نحو منزل الوالدة في عرفات ، حيث استبشرت بما حصل إلا انها تتخوف من ردة فعل الوالد .
أما الوالد فقد اكتشف في ساعة قبل ذهابه إلى المسجد أن الفتاة لم تقضي ليلتها في المنزل مع اخوتها من ابيها ، ما دفعه بعد الصلاة إلى الاستفسار من الامام عن ما حصل حيث سرد عليه القصة ، ليطعن في شرعية العقد لانها بكر لا يجوز عقدها دون ولي ، مقابل دفاع الامام عن تصرفه وعن العقد بوصفه شرعي لا يمكن الطعن فيه من الناحية الشرعية .
بدأت قطيعة على اثر ذلك بين الفتاة ووالدها سرعان ما تم حفل الزفاف وانتقل الشاب إلى شقة مع عروسه ، حتي ذاب الجليد وتراجعت شدة القطيعة حتى اصبحت الفتاة تزور المنزل دون ان يسمع لها بلقائه .
وقد لعب الشاب دورا أساسيا في الرضى الوالد ، من حيث التعامل التودد والزيارات والاحترام ما دفع الوالد إلأى تجاوز كل تلك المآخذ اتجاه ابنته وخاصة عندما علم أنها حامل منذ شهرين ، حيث اصر على ان تنتقل إليه في المنزل أو إلى والدتها ، خاصة أن شقة الشاب في الطابق يتم الصعود إليها ، لما يشكل ذلك من خطر على ابنته الحامل ، وهكذا انتهت الأزمة بعد عملية هذه الفتاة الجرئية.