أثارت معلومات متطابقة عن غضب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في الوزاري ، ردود فعل وتحليلات في كل الاتجاه ، منها ما صعد به التفاؤل إلى السماء ومنها من القي به الاستياء في البحر.
وأوضحت مصادر متطابقة ،أنه خلال اجتماع لمجلس الوزراء الموريتاني تحدث الرئيس محمد ولد الغزواني باستفاضة، موجهاً للوزراء تعليمات و توصيات فيما يتعلق بضبط و تسيير قطاعاتهم، و بعد انتهائه من حديثه الذي كان مطوّلاً، توجهت إليه الوزيرة المستشارة بالرئاسة ودكتورة الاسنان كمبا با قائلة: أعدْ ما قلته بالفرنسية.. في ما بدى أنها أوامر لرئيس الجمهورية أمام وزراء الحكومة.
و حسب المصادر فقد استشاط الرئيس ولد الغزواني غضباً جراء تصرف الوزيرة كمبا با، أما بقية الوزراء فقد وصفها بعضهم بالافتقاد للباقة و الأدب في حين التزم آخرون بالصمت، مما أحرج كمبا با التي اعتذرت و أكدت أنها لا تقصد الإساءة.
ونقل موقع "صوت" عن موقع تقدمي الذي اورد الخبر ، أن ولد الغزواني ختم حديثه دون أن يترجمه للفرنسية، و دون أن يعلق على تصرّف الوزيرة و اعتذارها عنه، ليرفع بعدها الاجتماع.
تفاعلت التخمينات بالتحليلات بين من رأى أن الوزيرة قد حاولت ان تقحم لغة مستعمر لم تعد معتمدة في موريتانيا ، وبين من رأى ان موقف طبيبة الاسنان معروف مسبقا من اللغة الفرنسية .
أما البعض الآخر فقد ذهب ابعد من ذلك ، ليثير حساسية رموز الرئيس السابق عزيز ، وحديث عن اجراءات منتظرة تستهدف وزراء حقبة عزيز ، إلا أننا في موقع "صوت" حاولنا "بحول" ان نلقي نظرة حول خلفية ابتسام الحظ لطبيبة الاسنان ، دون تمكننا من فك كامل طلاسيم وخفايا سر المهنة .
وحسب المتداول فقد استمدت طبيبة الاسنان وصولها إلى مراكز صنع القرار اعتمادا على علاقات والدها الواسعة ، مع كونها زوجة احد اخوة الوزيرة الموريتانية المشهورة في عهد ولد الطايع "ديا با" من باب توريث الوظائف الشائع في موريتانيا.
ظلت كمبا ركنا أساسيا في منظومة الحكم الظاهر والخفي لعزيز ، و من الوزيرات القلائل اللواتي يستطعن الاعتراض أمام الرئيس السابق عزيز، وتنفيذ أمور لم تستشره فيها من قبل، حيث نقل عنها امتناعها عن بعض القرارات .
ورغم محاولات عزيز الصارمة تمرير عكس ذلك فى مجلس الوزراء ، إلا أنه لا يلبث ان يعود ليخضع أخيرا لما تريده الدكتورة كمبا ، ما يؤكد ان الوزيرة "كهلة من ذوك الكهلات"!!.
