
تشهد العاصمة الموريتانية منذ اسابيع حراكا دبلوماسيا ومفارقات لا تخلو من دلالات لتنافس ما، يرقى إلى صراع لاحتواء الدولة العربية العضو في مجموعة الساحل.
ويقف المواطن حائرا أمام تسارع الاحداث وما يخبئه المستقبل من تحديات وبشائر لم تتضح بعد.
وتكتسي السياسة الخارجية أهمية مع انها لا تبدو من اولويات المواطن الموريتاني المهتم بالسياسة الداخلية ، والتي تتأثر تأثيرا مباشرا بعوامل خارجية.
ولعل التخمينات الابرز هي المخاوف على مستقبل الدولة والنأي بها عن صراع الكبار .
وتشير مصادر حصل عليها موقع "صوت" ان اقطاب عربية ودولية تتجاذب موريتانيا لاحتوائها، ما قد يعرضها لأخطار ومواقف غير محسوبة.
ويرى المراقبين ان الولايات المتحدة الامريكية تدفع بظلها لتلعب ادوارا لفرنسا ، من قبيل خلق بؤر توتر والإبقاء على الانظمة الديكتاتورية وتخويف الحكومات الافريقية من خطر الارهاب.
وفي الوقت الذي مازالت فيه فرنسا تنظر إلى غرب افريقيا كتركة تعود لملكيتها قد لا يروق لها لعب الامريكيين لأدوارها والظهور بمظهر السيد الجديد.
فبعد الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس ولد الشيخ الغزوانى لدولة الإمارات الشقيقة، بدعوة من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، والتي وصفت بالناجحة ، تسارعت وتيرة الحراك الدبلوماسي ما القى بظلاله على المشهد الداخلى بمزيد من الشلل والانحسار.
ومن المقرر أن يبدأ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني زيارة رسمية للعربية السعودية الأربعاء القادم 26 فبراير تدوم عدة أيام، ويتوقع أن يتم خلالها توقيع العديد من اتفاقيات التعاون بين البلدين ، ويُعلق الشعب الموريتاني آمالا كبيرة على تلك الزيارة ، نظرا إلى مستوى العلاقات الشقيقة والقديمة بين البلدين.
من جانب آخر ستتزامن زيارة الرئيس غزواني للسعودية ، مع زيارات رسمية يقوم بها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لكل من تونس والجزائر، على التوالي وما لذلك من دلالة في حسابات العلاقات الخليجية الجليجية.
هذا وفي اطار آخر أعلنت الأمانة الدائمة لمجموعة الخمسة للساحل أن الدورة السابعة لمجلس وزراء المنظمة ستنعقد يوم الأحد 23 فبراير بنواكشوط تحضيرا لمؤتمر القمة العادية السادسة لرؤساء الدول يوم 25 فبراير.
وقالت المنظمة إن الرؤساء "سيقومون، من بين أمور أخرى، بتقييم التقدم المحرز في تفعيل القوة المشتركة ويعتمدون استراتيجية الاتصال الخاصة بالمؤسسة، كما ستنتقل الرئاسة الدورية للمجموعة من بوركينافاسو إلى موريتانيا."
وتأتي القمّة في ظرف دقيق تمر به المجموعة في ظل تصاعد أعمال العنف في عدد من دول المجموعة ما خلّف عشرات القتلى من المدنيين والعسكريين خلال الأسابيع الماضية وذلك رغم نشر القوة المشتركة للمجموعة التي تتألف من 5000 رجل.
وكان وفدا من مجلس الشيوخ الأمريكي برئاسة رئيس لجنة القوات المسلحة بالمجلس جيم إنهوف قد التقى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
الوفد الأمريكي يضم أربعة من أعضاء مجلس الشيوخ ينتمون للحزب الجمهوري الحاكم بقيادة إنهوف وهو من أقدم أعضاء المجلس ويتولى قيادة لجنة القوات المسلحة.
ويأتي هذا اللقاء بعيد زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى موريتانيا مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ديفيد هيل.
وكان وزير الدفاع حننه ولد سيدي أجرى مباحثات مع الأمين العام للشؤون السياسية والأمنية بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، جامس آباتيرال.
وتناول اللقاء بحث مختلف أوجه التعاون القائم بين موريتانيا، وحلف شمال الأطلسي وسبل تعزيزها خاصة في مجال الدفاع.
وقد أعلنت قيادة الأركان العامة للجيوش الموريتانية ، أن 34 دولة ستشارك في تمرين فلينتلوك 2020 المشترك الذي يستمر لغاية 28 من الشهر الجاري باشراف آفريكوم.
وقال بيان لقيادة الأركان العامة للجيوش، إن التمرين يهدف إلى تنمية القدرات العملياتية لدول الساحل في إطار شراكة متعددة الأطراف.
وأضاف البيان:"يجسد هذا الحدث العسكري السنوي الهام إرادة الدول المشاركة في الرفع من مستوى التعاون العسكري والأمني في منطقة الساحل والصحراء، كما أنه يتيح فرصة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود".
بالمقابل وفي إطار متصل من المقرر أن يزور وزير الخارجية الفرنسي موريتانيا خلال الأسبوع القادم في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها لمسؤول فرنسي منذ استلام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مهامه في أغسطس الماضي.
الوزير جان إيف لدريان سيمثل بلاده في قمة مجموعة دول الساحل الخمسة G5، كما سيجري مباحثات مع المسؤولين الموريتانيين.
ومن المتوقع ان يزور أكسل فان تروتسنبرغ المدير التنفيذي للعمليات في البنك الدولي موريتانيا مطلع الأسبوع القادم بدعوة من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
المسؤول المالي الدولي سيشارك في العاصمة الموريتانية في اجتماع رؤساء دول مجموعة الخمسة للساحل كما سيجري مباحثات مع الرئيس وأعضاء الحكومة ويعقد لقاء مع رواد الأعمال الشباب.
وتأتي هذه الزيارة الرسمية ضمن جولة لتروتسنبرغ تشمل بعض بلدان الساحل في الفترة من 16 إلى 25 فبراير 2020. حيث ستنقله هذه الجولة إلى مالي وبوركينافاسو والنيجر وأخيرا موريتانيا.
كل هذا وذاك قد يخفي ما لا يبدي وسط صراع محتدم بين الكبار عنوانه المصالح.
حفظ الله موريتانيا