هل فكت زيـارة غـزواني للسعودية الحصـار عن عـزيز؟

سبت, 02/29/2020 - 15:45

شكلت زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للمملكة السعودية أبرز حدث ، تزحلق بين المعلن والمسكوت عنه، لتلقي تلك الزيارة بظلالها على المشهد السياسي الموريتانية على الأقل.

ولعل الزيارة التي جاءت بعد زيارة قام بها الرئيس ولد الغزواني لدولة الإمارات الشقيقة وصفت بالناجحة.

وقد أثار صمت الاعلام الموريتاني حول زيارة الرئيس للسعودية جدلا بين المراقبين السياسيين حول نتائجها المتواضعة ، لتدفع العامة إلى تحليلات ليس لها آخر.

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني قد وصل الأربعاء الماضي إلى السعودية رفقة خمسة من اعضاء الحكومة ، حيث كان في استقباله بمطار  الملك خالد الدولي،  أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبد العزيز ، وعدد من المسؤولين السعوديين ، قبل أن يظهر خادم الحرمين وهو يتوكأ على فخامة الرئيس ولد الشيخ الغزواني ، ليعلن بعد ذلك عن اتفاقات لم تكن بمستوى الطموح ، قبل ان يتداول الاعلام الموريتاني خبرا مفاده أن الرئس الساق محمد ولد عبد العزيز قد غادر أمس العاصمة نواكشوط رفقة أسرته .

وكانت مصادر اعلامية متطابقة تحدثت قبل ذلك عن قيود يخضع لها الرئيس السابق ، من متابعات قد تصل حد الاقامة الجبرية .

وتدفع الوقائع والممارسات إلى ترجيح تلك الشائعات ، حيث توصل موقع "صوت" إلى معلومات مؤكدة تفيد أن استنفارا حكوميا أثاره خبرا نشره موقع صوت عن معلومات غير مؤكدة ، عن نية الرئيس السابق زيارة مقاطعة اظهر بولاية الحوض الشرقي ، نُشر بعده خبر ، نقلا عن شائعات، مفادها ، أن الرئيس السابق وصل نفس المنطقة بمعية نائب ولاتة سيدي ولد جاجوه.

وقد أثار الخبر حفيظة وزارة الداخلية حسب معلومات حصل عليها موقع "صوت" ، مما دفع الوزارة إلى الاتصال بعمدة ولاتة سداتي ولد الديه وحاكمها وبعض اعيان المنطقة للاستفسار عن الشائعات ، ما يؤكد تحفظ الجهات الرسمية على تحركات الرئيس السابق ولد عبد العزيز.

ويأتي سفر الرئيس السابق المفاجئ في غياب الرئيس ، وفي اعقاب زيارة الرئيس غزواني للسعودية ، ليثير جدلا حول فرضية تدخل الاخيرة لفك الحصار المفترض ، الذي يتعرض له الرئيس السابق ولد عبد العزيز في منزله ، والذي إن تأكد ت فرضيته، لايمكن فكه إلا بقرار من الرئيس المتواجد في المملكة.

وقد حاول موقع "صوت" استطلاع اراء بعض الساسة حول الابعاد السياسية والاقتصادية للزيارة وانعكاساتها على جوانب الوضع الداخلي .

وتتجه الآراء نحو توزيع الرئيسين السابق ولد عبد العزيز بوصفه رجل المملكة العربية السعودية ، واللاحق الرئيس الحالي ولد الشيخ الغزواني بوصفه رجل الامارات العربية المتحدة بامتياز.

ما يجعل الزيارة الحالية ، تترجم مزيدا من التعمق في ذلك الاتجاه ، وتلقي بظلالها على انفراج الأزمة المستفحلة بين الرئيسين .

ولعل الغاء مذكرة اعتقال رجال الاعمال تدفع بنفسها لتدخل ضمن التخمينات الحالية ، حيث تتجه إلى مزيد من العودة للوراء في مشهد قد لا يخلوا من تبعات زيارة الرئيس للسعودية.

ومهما يكن من أمر فإن الطريقة العاجلة لوصول الرئيس السابق ولد عبد العزيز وأسرته أمس إلى المطار ، والمستوى النفسي الذي عكسته كواليس الإجراءات الروتينية لسلطات المطار ، لا تخلوا من أمر دبر بنهار ، وسابقة مفاجئة لها ما بعدها.