
شكل الحجر الصحي في الداخل الموريتاني ابرز مظاهر التجويع في مراكز تحولت من احترازية إلى معتقلات تجويع للمواطنين.
وفي اتصال هاتفي مع موقع "صوت" أوضح احد المحتجزين في الحجر الصحي في مقاطعة كوبني الحدودية بولاية الحوض الغربي ، ان نزلاء المركز نفد ما بحوزتهم من نقود ، بعد ان تكلفوا شراء قوتهم اليوم لعدة أيام من مالهم الخاص .
ورغم ما قدمه عمدة المدينة من مجهود خاص ، إلا أن المتحدث بسم النزلاء دق ناقوس الخطر حول نفاد ما بحوزتهم بعد ان اعتمدوا أياما على وجبة ليلية واحدة من الكسكس واللبن ، مؤكدا غياب جهود الحكومة الموريتانية في اطعام المحجور عليهم.
وفي مقاطعة آمرج شكى النزلاء من ضنك العيش وسوء المنزل وغياب أيادي السلطات والأطر من أبناء المقاطعة .
وفي مقاطعة جيكني الحدودية ، تم الحصول أول أمس على منزل تبرعت به النائب منت محفوظ ، تم تخصيصه مركزا للحجر لأول مرة ، بعد أسابيع من الانسياب ، بسبب تقتير الحكومة الموريتانية بوسائلها ، وثقافة الاولويات التي تتسع لتصبح منهجا جديدا.
وفي مقاطعة ولاتة ، حيث لا اجراءات احترازية ، ولا تدخلات حكومية ، ولا هم يحزنون ، حتى ان لم تظهر على قوائم مفوضية الامن الغذائي ضمن المقاطعات المستهدفة!!.
وفي باسكنو الحدودية ، ديمومة اللاجئين وسمسرة المخيمات ، والابقاء على بؤر التوتر اهم من صحة السكان.
وفي كيهيدي حصلت تقدمي على فيديو من الحجر الصحي حيث قام المحجورون بتصويره محتمعين في مكان واحد، و مؤكدين أنه تم توزيعهم كل ثلاثة منهم في غرفة، كما أنهم يأكلون جميعا في آنية واحدة، و لا يتوفرون إلا على طست واحد يتداولونه بينهم حيث يجعل فيه أحدهم ماءً للاستحمام، ثم يأخذه الآخر من بعده.
و أضاف المحتجزون في حديثهم أنهم يتحملون أيضا نفقات أكلهم و شربهم خلال المحتجز، حيث اشتروا لأنفسهم عجلاً و جعلوا منه زادهم، أما الدولة فلم تتكلف شيئا في الإنفاق عليهم.
و أكدوا أيضا أنهم عند احتجازهم وجدوا في انتظارهم جميع موظفي و وكالاء الدولة في كيهيدي من وال و حاكم و مسؤولين أمنيين، غير أنهم لم يروا لهم أثرا بعد ذلك في رعايتهم و الاعتناء بهم و الإنفاق عليهم.
فأين تذهب التبرعات؟؟؟.