
كشف مصدر شديد الاطلاع لموقع "صوت" عن مخاوفه من عمليات نزوح سكان واسعة تشهدها معظم المناطق الموريتانية ، وخاصة الشرقية منها .
وتوقع المصدر نزوح قرابة نصف مليون من الداخل إلى العاصمة نواكشوط في الأشهر الأولى بعد فك عزلة المدن وفتح الطرق الرابطة بين الداخل والعاصمة نواكشوط.
وأوضح المصدر ان الاستعدادات الحالية في الداخل للنزوح في اتجاه العاصمة وصلت مستوى مخيف، وسط تسلل عائلات إلى نواكشوط بتواطؤ من السلطات الجهوية.
وأشار المصدر إلى وضعية صعبة يعيشها السكان في الداخل بعد انعكاس الاجراءات الاحترازية على التحويلات المالية التي تعتمد عليها معظم العائلات والتي تعطلت بسبب إغلاق الاسواق والنشاطات التجارية.
وتعيش مناطق الداخل تراجعا في المستوى المعيشي وسط غياب للدخل اليومي ، وانتشارا غير مسبوق للبطالة بين الشباب وحتى بين أرباب الأسر .
وتشهد معظم المناطق في الشرق تجاهلا تاما من الحكومات المتتالية من حيث الخطط التنموية وانتصاب المؤسسات ، لإمتصاص البطالة ، ودعم التنمية وغياب ولوج الخدمات الاساسية للسكان ، ما تسبب في غياب أبسط مقومات الحياة الكريمة في بعض المناطق.
ويرى بعض المراقبين أن تجميع مقومات الدولة من وزارات ومؤسسات عامة وخاصة ، وحصرها في مدينة نواكشوط وبعض الولايات بين قوسين ، يثير احساسا بالغبن بين مناطق الوطن ، ويشكل طعما لجذب سكان المناطق التي بقيت على كف عفريت بسبب الجوع والجهل ، ونزوحهم من مناطقهم في اتجاه نواكشوط .
ويدق الوضع الحالي في مناطق الشرق ناقوس خطر يستدعى تدخلا عاجلا قبل فوات الأوان ، وتجاوز النظريات ، إلى العمل على برامج حكومية عملية ، لتثبيت السكان في مناطقهم والرفع من معاناتهم ، وفتح عهد جاد من استغلال موارد البلد في تنميته ، وإطلاق حرب حقيقية لمكافحة الفساد ، والبدء بالقائمين على أمور البلاد والعباد.