في هذه الإطلالة المتميزة لن احتاج إلى تقديم متكلف ففي طلعة البدر مايغنيك عن زحل...
نحن الآن في أواخر ستينيات القرن الماضي عندما قدم الشريف مولاي عبد القادر الملقب زيان ولد مولاي الحسن رحمه الله إلى حي ازماريق قاصدا العلم الشهير حمادي ولد اعمر ولد عبدالله في وسط منطقة كوش وبالتحديد في مضارب حي ازماريق عندما كان الحي يوزع ايام العام إنتجاعا في رحلتي صيف وشتاء تصل شمالا تخوم أ(أفاره)وجنوبا(داخل العمق المالي)..
وقبل ان يضمنا مجلس الكريم إبن الكريم في سلسلة اجداد كرام يجب ان نتوقف لنعرف من هو حمادي ولد اعمر ولد عبد الله كما أشتهر؟
إنه حمادي ولد عبدالل ولد حمادي ولد البكاي ولد أعمر ولد عبدالل المولود سنة 1914 المتوفي في أواخر دجمبر من عام 1989في مدينة آمورج عليه وعلى آبائنا رحمة الله ..
كان حمادي في قومه وعشيرته الكبرى ا(اولاد محمد) نجما بارزا ورقما صعبا في معادلة القبيلة الكبرى وله سمعة تغطي الآفاق مردها إلى ماتميز به من رجاحة عقل وحكمة وكرم وشجاعة ..فقد كان في الجود لايجارى ولايسابقه ند وقرن إلا عك جواده وسقط عند بداية المضمار ..
لقد كان رحمه الله يقدر العلماء والاكابر ويعطف على الضعيف ويفك العاني فهو بحق ملجأ المطرودين وموئل المحرومين جعل الله ذالك في ميزان حسناته ..
وليست قصتنا ههنا إلا واحدة من الف تبرهن على صدق ما قلناه سابقا مما يعد قليلا في حق الرجل ..
القصة كما يرويها الاقارب وقصاص المنطقة عن شهود عيان..
في إحدي مساآت شهر سبتمبر ايلول من
خمسينات القرن الماضي عندما كانت خيمة أهل اعمر تمتلئ باعيان القبيلة كالعادة من جلساء وضيوف وأصحاب طلبات يفدون إلى من يقضي حاجتهم ..
قدم الشريف
زيان ولد مولاي الحسن وكان بصدد الزواج من الشريفة عزي بنت المرتجي بن سيدي بن مولاي علي.. ولم يقصد طالبا ولامستمطرا يدا بقدر ماكانت رغبته التعرف والحج إلى كل كريم او عالم او مشهور فهو يريد ان يجمع في لائحة معارفه كل كريم وأصيل حتى يكتمل عقد الجواهر والاحجار الكريمة الذي كان يقصد جمعه ...
فقد كانت له معارف وزيارات لاهل العلم والفضل من ابناء الطالب صالح مثل ابناء محمد المختار حفظة العلم في العائلة وابناء سيدي ولد البشير اخواله وحفظة وده....
جاء زيان إلى الخيمة فأستقبله الامير حمادي إستقبالا يليق بمثله شريفا وضيفا وزائرا لاول مرة....
ومضت ايام وتوطدت المعرفة بين الشيخ والشريف الشاب الاديب والشاعر الذي كان احد أساطين (لغن) وفرسانه في المنطقة ..وكان الامير علم من خلال احاديث الناس ان زيان يريد الدخول في العش....
فعزم على ان تكون المفاجأة عند الوداع....
بعد قرابة الاسبوعين قرر الشريف الشاعر زيان مغادرة الحي وكان في إستقباله الامير بمفاجأة تمثلت في تعهده بمهر الشريفة كاملا وان يكون على قدرها وهي الشريفة ابنة الشريف مع جمل من خيرة جمال المنطقة كان له شخصيا ويسميه(ديكول) عليه عدة الراكب بسلاحه (مدفع من أهل لفرم)....
تفاجأ الشريف الشاب بقدر الهدية وبوجه الامير الذي كان يعطيه وكأنه المعطى بشاشة وفرحا واندفاعا....
ومن عادة الكريم ان يكون له رد جميل فكانت الطلعة....
ارسل بها زيان مع من يحسن تلاوة الشعر ليتم إنشادها في الخيمة عندما تكتمل نجومها على انغام كؤوس الشاي في همسات نسيم تيفسكي....
إلى الطلعة موضع القصة.
مانك كابر حاش فالشوق....
أولانك فالزر المتوليه....
اولايعثر فوهامك مخلوق...
ماسندتو وترفع فيه.....
والناس امنبعيد اتقصر ...
تركب نافدتك وتقوطر....
وايجيك ألي لاحق منضر...
وإلا ماجاك أدور أتجيه....
أيجيك ألي يدور لبقر ...
يمشي بشبو وسخليه...
وألدار أجمالك يتنقر ...
فخيار أجمالك يمشي بيه...
واحلو ومونك ماتكشر...
ومهدن ذاك ايزيدك فيه...
يسحاب العارظ يلبحر ...
يفم المعطن يحاسيه..
يحمادي ول أعمر ....
يولد عبد الل لمقافيه...
...هذه بحق رائعة من لبتيت التام وهي بمثابة كنز خالد وحلة لاتبلى مع الأيام ...
ويستوقفني فيه هذا الشطر ..
يسحاب العارظ يلبحر....
يفم المعطن ..يحاسيه ..
فكل كلمة من هذه الكلمات تحمل من معاني الفيض والبذل ما لاتحمله الثانية ..
رحم الله المادح والممدوح
وإلى ان يضمنا لقاء تقبلوا اطيب الأمنيات..
صالح البدوي
كوش للثقافة والتنمية.