كانت ليلة طويلة عندما استيقظت عيشة ساعة متأخرة من الليل بسبب كوابيس تعاني منها وتزداد عادة في فصل الشتاء .
كتبت عيشة إلى بريد موقع "صوت" عادة، تنتابني حالة فزع وكوابيس شتائية ، لكنها تزداد بمستوى تراجع الامن في المنطقة التي نسكن فيها.
وتقول عيشة إنها تسكن في منطقة مذبذبة على الشارع شرق ملتقى قندهار ، البعض يرى أننا من سكان عرفات بينما يرى البعض الآخر أننا من سكان الرياض تقول عيشة.
ايقظني البارحة احد الكوابيس ساعة متأخرة من الليل لكنه تزامن مع أصوات استغاثات مفزعة ، تبين لاحقا ان عصابة تحاول السطو على صاحب البقالة المجاور للمنزل ، بعد دقائق بدأت مطاردات وأصوات مفزعة وأزيز سيارة تعود لفرقة من الحرس تدخلت لملاحقة افراد العصابة التي لجأت إلى الطرق الضيقة لتضليل فرقة الحرس.
اكتحلت السهر وقد دفعني الخوف إلى ايقاظ جميع افراد الأسرة ، بما في ذلك اختي الطفل الناها التي لم تتجاوز السنة الرابعة ، واخبرتهم أني سمعت نداء استغاثة من محمد صاحب البقالة ، لكنهم لم يصدقوا.
وما زاد خوفي هو عدم اهتمام الاسرة بما يدور حولها ليلا في الوقت الذي يقشعر جلدي من الفزع ترد على الناها الصغيرة "أمي سمي وركْدي" فتقول ماما " ذوك الخيلات.. حد اعطاهم راصو الا ايجن" .
لم أذق للنوم طعما حتى الصباح وبعد ان فتح محمد بقالته توجهة إليه وسلمت عليه وقلت له تخيلت صوتك البارحة وكأنك تستغيث من عصابة ، فضحك وقال هذا ليس خيالا بل هو واقع ، استيقظت البارحة على افراد عصابة يحاولون كسر هذا الباب فصرخت داخل الدكان وهددتهم ان لدي سلاح ، وكنت اضغط على ولاعة الغاز على أنها سلاح ، وبعد دقائق هربوا فجأة ، لكنني سمعت سيارة الحرس التي كانت بالقرب مني ، وشعرت بمرورها ففهمت أنهم هربوا بسببها وتمنيت ان يطاردوهم حتى يمسكوا بهم.
وهكذا امتلأت رعبا ، وعدت إلى الاسرة لاخبرهم أن ما حدث البارحة ليس خيالا وإنما هو حقيقة في هذا الحي الذي تختلط فيه الحقيقة مع الخيال.