زواج "سيدة" من ابنها بالتبني.. هل يجوز ذلك شرعًا؟ (صورة)

اثنين, 05/03/2021 - 18:12

تداولت وسائل إعلام خبر زواج سيدة إندونيسية من ابنها من التبني والذي يبلغ 24 عامًا، وانتشرت صورة للعروسين ظهرت فيها العروس محجبة، وكان ذلك حسبما ذكرت روسيا اليوم، في حفل زفاف تم في جنوب سومطرة بأندونيسيا.. فما هو الحكم الشرعي لذلك؟ وهل يجوز للمرأة أن تتزوج ابنها بالتبني؟

وضح الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، معنى التبني وحكم زواج المرأة من ابنها بالتبني مؤكدًا أن الإسلام حرم التبنِّي بنص قاطع في القرآن الكريم، وأبطل كل آثاره، موضحًا أن هذا فالشاب المتبنى أجنبي عن المرأة التي تبنته فيجوز لها أن تتزوجه ما لم تكن أرضعته في زمن الرضاعة.

وعرف البدري في حديثه لصحيفة "مصراوي"، التبني بأنه أن يتخذ شخص ولدا- ذكرا أو أنثى - معروف النَّسب أو مجهول النَّسب مع علمه التام بأنه ليس من صلبه ويلحقه بنسبه ويجعل له حقوق البنوة الصلبية وواجباتها.

وأوضح أن نظام التبني كان نظام معروفا وشائعا في المجتمع الجاهلي قبل الإسلام، وكان في حينها أبناء لا يعرف لهم آباء أو لهم آباء معروفون وألحقوا بنسبهم تبنيًا وأصبحت لهم حقوق البنوة وواجباتها، واستمر ذلك في صدر الإسلام، "حتى إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- تبنَّى على عادة العرب - قبل أن يبعث رسولا- شاباً وهو زيد بن حارثة"، وآثر زيد البقاء مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم على هذا الوضع كابن متبني على العودة إلى أهله ولكن في السنة الخامسة للهجرة أبطل الله عز وجل عادة التبني وذلك لينظم علاقة الأسرة على الأساس الطبيعي لها ويحكم روابطها ويجعلها صريحة لا خلط فيها ولا تشويه، ورد علاقة النَّسب إلى أسبابها الطبيعية الحقيقية، علاقات الدم والأبوة والبنوة بقوله تعالى: "وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بأَفْوِاهِكُم وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهوَ يَهْدِي السَّبِيل، ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهَ فإنَّ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فإخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِه وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا".

 

وتابع البدري حديثه عن قصة تبني زيد بن حارثة وتحريم التبني أنه قد أعقب ذلك أمر من الله سبحانه وتعالى بأن يتزوج الرسول الكريم صلَّى الله عليه وسلَّم ابنة عمته زينب بنت جحش رضي الله عنها بعد أن طلقها زوجها زيد بن حارثة وذلك حتى تُبطل آثار هذه العادة وتُقتلع من جذورها، حسب تعبيره.