يعاني القطاع الزراعي الأوروبي من تأثير سلبي لعدة عوامل: "وجود فائض كبير في إنتاج مشتقات الحليب وفقدان السوق الروسية وقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد وتقاربها مع الولايات المتحدة".
وتتعرض السوق الأوروبية لسيل من المنتجات الزراعية الرخيصة من دول من خارج الاتحاد.
وتجدر الإشارة إلى أن بروكسيل قررت في أواسط صيف عام 2016 دعم منتجي الحليب ومشتقاته في دول الاتحاد الأوروبي بمبلغ 500 مليون يورو. ومن المعروف أن نظام الحصص في هذا القطاع ( الحليب مشتقاته) بقي سائدا على مدى 30 عاما (من 1984 إلى 2015) وكان الهدف منه فرض التوازن بين العرض والطلب في سوق مشتقات الحليب على خلفية وجود فائض من هذه المنتجات. وبعد إلغاء نظام الحصص اصطدم المزارع الأوروبي بنمو الإنتاج وتراجع الأسعار. وازداد الوضع تفاقما بعد إغلاق السوق الروسية أمام الأجبان الأوروبية – سعر شراء لتر الحليب تراجع من 37 سنت يورو في 2014 إلى 25-28 سنت يورو في 2015. في الوقت الراهن يبلغ سعر اللتر 30 سنت يورو فيما يطالب المزارعون برفعه حتى 40 سنت يورو. وزاد الطين بلة ظهور بودرة الحليب الجاف من الخارج في السوق الأوروبية وهو ما تسبب بتراجع سعر شراء الحليب الطازج.
وجدير بالذكر أن غالبية المؤسسات العاملة في قطاع إنتاج الحليب في أوروبا هي من الصغيرة والمتوسطة ويعمل فيها أكثر من 300 ألف شخص.
في الفترة الأخيرة زاد الاتحاد الأوروبي من استيراد الخضار والفواكهة وخاصة من مصر والمغرب وتركيا وإسرائيل. وفي الأشهر التسعة الأولى من 2016 استورد الاتحاد خضروات بقيمة 1.94 مليار يورو وفاكهة بقيمة 9.7 مليار يورو وتسبب ذلك بأزمة خانقة لمزارع البرتقال الأوروبية وخاصة في إسبانيا. وتقلص حجم تصدير الخضار والفواكهة من دول الاتحاد في نفس الفترة المذكورة أعلاه - بنسبة 11% بالنسبة للتفاح و18% بالنسبة للبصل الجاف على سبيل المثال.
ومن بين العوامل السلبية المؤثرة على القطاع الزراعي الأوروبي – قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد. وتفيد صحيفة " غارديان" بأن تيار العمال الزراعيين الموسميين من أوروبا إلى بريطانيا تقلص بشكل كبير جدا بعد الاستفتاء على خروج بريطانيا وهو ما تسبب بأزمة لأصحاب المزارع في بريطانيا- تبلغ حصة العمال الموسميين الأوروبيين في القطاع الزراعي البريطاني اكثر من 90%.
ويخشى المزارعون البريطانيون من أن يؤدي الابتعاد عن الاتحاد الأوروبي والتقارب الاقتصادي مع الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب،إلى تدفق المنتجات الغذائية الأمريكية إلى السوق البريطانية مع إغلاق السوق الأوروبية أمام المنتجات البريطانية. ويذكر الخبراء أن أكثر القطاعات التي ستتأثر سلبا هي قطاع إنتاج الخمور وخاصة النبيذ وكذلك إنتاج اللحوم وخاصة لحم البقر – في الوقت الحالي هناك الكثير من العوائق أمام وصول لحوم البقر الأمريكية إلى السوق الأوروبية – بسبب استخدام هرمونات النمو في الولايات المتحدة خلال تربية المواشي.
المصدر: غازيتا رو