ولد محم يغرد في تويتر.. فهل ضاق عليه الحـــزب بعد تشكيل لجنة الإصـــــلاح؟

خميس, 02/15/2018 - 11:06

تفاجأ رواد الشبكات الاجتماعية يوم الأحد 21 يناير 2018 بضيف خاص كان معروفا في البرلمان وفي السياسة، لكنه أطل هذه المرة بصفته مدونا في تويتر. لم تمكث تدوينات الضيف كثيرا فسرعان ما تم تصويرها ونشرها على مجموعات الواتساب المحسوبة على حزب الاتحاد من أجل الجمهورية ومن خلال المواقع المرتبطة برئيس الحزب وفي حسابات المقربين منه على الفيسبوك، الأمر الذي جعل الصحفيين يتأكدون من صدقية نسبة الحساب لرئيس الحزب فتسابقوا لنشر التدوينات في المواقع كرسائل لها دلالاتها السياسية. ورغم فرحة المدونين بانضمام شخصية بحجم الأستاذ سيدي محمد ولد محم إلا أن توقيت الانضمام وأهدافه شغلتهم كثيرا وشغلت بعدهم السياسيين والمتابعين.

فما هي الحيثيات المرتبطة بتوقيت الانضمام؟ وماذا يحمل محتوى التدوينات؟ وماهي مسلكيات الضيف في عالم تويتر من حيث خلفيات من قام بمتابعتهم ومن يعجب بمنشوراتهم؟

البداية المريبة!!

تداول مدونو الفيسبوك عدة أسباب لفهم ظرفية انضمام الأستاذ سيدي محمد ولد محم لتوتير، فمن قائل إن الرجل لم يكن بعيدا عن الشبكات الاجتماعية من خلال أسمائه المستعارة إلى قائل إن السبب يعود لمحاولة اختراق المنع من الظهور الإعلامي المفروض عليه منذ حادثة بتلميت. لكن الذي غاب عن المدونين هو أن فتح الحساب كان أربعة أيام فقط بعد تشكيل لجنة إصلاح الحزب التي تشكلت يوم الأربعاء 17 يناير 2018 وأن أول ما قام به الأستاذ بعد فتح الحساب هو إضافة صفته "رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية" كما هو واضح في الصور المرفقة (الصورة 1)، فهل خاف الرجل - الذي أصبح عضوا عاديا في لجنة الإصلاح بعد أن كان رئيسا للحزب - على صفته فقرر تثبيتها في تويتر؟ أم أنه قرر التوجه بنفسه للإعلام الالكتروني بعد فقدانه للسيطرة التي أحكم عليه في السنوات الماضية بواسطة خليته الخاصة داخل الحزب وتحكمه في مؤسسات الإعلام العمومي؟

الإخوان والأليزيه والمعارضة السعودية أول المتابعين

من خلال فتح سجل المتابَعبن حيث الشخصيات والهيئات التي يتابع ولد محم يتبين أنه يتابع 136 حسابا وأن أول من تابع هو محمد المختار الشنقيطي المفكر الإسلامي المقيم في قطر ثم تابع حسابات فرنسية للحكومة والأليزيه ولرؤساء فرنسيين منهم ساركوزي وماكرون وسياسيين منهم مارين لوبين رئيسة حزب اليمين المتطرف (الصورة 2)، ثم تابع قادة الإخوان المسلمين في العالم كالقرضاوي والغنوشي وطارق سويدان (الصورة 3) ليصل لحسابات المعارضة السعودية كحساب (مجتهد) الذي يتهجم على الأسرة الحاكمة في السعودية وحساب سعد الفقيه (الصورة 4).

إعجاب واحد!

رغم أنه يتفاعل دائما مع المعلقين له حيث سجل 494 إعجابا على التعاليق إلا أنه من بين 136 حسابا التي يتابع فإن ولد محم لم يسجل سوى إعجابا واحدا على منشور خارج حسابه وذلك لشخص واحد، فمن هو الشخص الذي أعجب ولد محم بمنشوره وما هو محتوى المنشور؟

لقد نشرت توت منت شيخاني يوم 29 يناير 2018 "كن عزيزاً وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضرورياً فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرةً أخرى" (الصورة 5) وهي مقولة عزتها للمقاوم الليبي عمر المختار يحث فيها على عدم الانحناء مهما كان ذلك ضروريا فكان ولد محم أول من سجل إعجابه بها دقائق بعد نشرها كما توضح الصورة، فهل كان النشر بحضوره وبالتنسيق معه؟ وما هي الرسالة التي يحمل المنشور وما ذا عن الإعجاب به؟

رسائل نحو المعارضة وأخرى نحو السلطة؟

بعد منشور توت منت شيخاني بيومين أي في يوم 1 فبراير 2018 انحاز ولد محم للمدونين المعارضين الذين دونوا عن فصل ملحق في الرئاسة على خلفية تدوينات على الفيسبوك وكذلك تدويناتهم عن تحويلات وزارة التعليم، حيث أعلن رفضه لتلك الإجراءات من خلال تدوينة على تويتر (الصورة 6) فسجلت صاحبة الإعجاب الوحيد إعجابها بها (الصورة 7)، فهل ذلك دليل على أنه هو من كانت تعني بدعوتها للصمود؟ وأنه قد استجاب لمطالبتها؟

لم تكن تلك هي رسالة ولد محم الوحيدة نحو المعارضة، فقد علق له أحد شبابها طالبا منه التنديد بقمع حركة إيرا والمظاهرات الطلابية فرد عليه بالإيجاب وسجل إعجابه بتعليقه (الصورة 8)، هذا بالإضافة لمتابعته للعديد من حسابات المعارضين الموريتانيين كجميل منصور وزعيم المعارضة الحسن ولد محمد والكاتب عباس براهام وأحمد وديعة ومنى منت الدي ومحمد فال ولد بلال وغيرهم (الصورة 9).

حين يكتب ولد محم عن السلطة فهو يكتب عن شراكة في السلطة وعن شراكة في الشرعية الشعبية للنظام كما اعتبر في إحدى تدويناته انتخابات 2009 الأكثر شفافية في تاريخ الانتخابات في موريتانيا وهو ما رآه البعض تشكيكا منه في انتخابات 2014، كما ساوي بين رئيس الجمهورية والرئيس السابق من خلال كتابة اسميهما بهذا الشكل (عزيز وسيدي) فهل هو توجه جديد نحو خطاب جديد؟ (الصورة 10)

متابعات منوعة!!

بالإضافة لاهتماماته السياسية فلولد محم اهتمامات أخرى فهو يتابع حسابات غريبة منها متابعته لحساب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان (الصورة 11) وحساب نوال السعداوي المتهمة بالهجوم على الدين (الصورة 12) كما يتابع حساب وزير خارجية قطر وحساب وزارة الخارجية القطرية فهل هو توجه منه للتقارب مع قطر رغم قطع الحكومة للعلاقات معها؟ (الصورة 13)

لمن توجه رسائل ولد محم؟

قد لا يكون لبعض متابعات ولد محم مدلول سياسي، لكن المؤكد أن فتحه لحساب باسمه في هذا الوقت له أهداف محددة وأن متابعاته تعكس جزء من اهتماماته وأن منشوراته تسعى لتوصيل رسائل، فترى لمن توجه تلك الرسائل؟

هل هي للسلطة أم للمعارضة؟ أم لهما معا؟

هل هي للحلفاء الحاليين أم المفترضين مستقبليا؟

هل هي رسائل جادة تقرأ في إطارها الزمني بعد تشكيل لجنة الإصلاح أم أنها مجرد تلبية لرغبة معجبة تحرض على رفض الانحناء؟

معروف ولد الذهبي/ موريتاني مقيم في أمريكا