إن الإقبال الكبير على انتخابات الفاتح من سبتمبر 2018 التشريعية والجهوية والبلدية عبّر عن تمسك شعبنا الكريم بموريتانيا وطناً ديمقراطياً حضاريا، وعن حرصه على تحقيق طموحاته المقدسة. لقد عبر الموريتانيون عن عمق علاقتهم ببلدهم وعن صدق التزامهم بالنهج الديمقراطي؛ وعبروا عن وعيهم بحجم المسؤوليات الملقاة على عواتقهم وعن مدى حرصهم على تحصين مكتسباتهم، وضرورة الشروع في الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حفاظاً على الوطن والمواطن.
إلا أن هذه الانتخابات تميزت بعدم الشفافية وبالعديد من الخروقات الخطيرة التي أدت إلى التشكيك في مصداقية النتائج، مما قد يؤدي إلى عزوف المواطنين عن المشاركة السياسية، وينعكس سلبا على ثقتهم في السياسة والمؤسسات المنتخبة. هذه الخروقات والتجاوزات مثلت نكسة كبيرة في المسار الديمقراطي وجعلت الموريتانيين يطرحون تساؤلات حول استقلالية لجنة الانتخابات ومدى قدرتها على تنظيم الاستحقاقات القادمة. لقد صوتتم لي بكثافة ومنحتموني من أصواتكم ما يكفي لضمان فوزي وفوز أعضاء لائحتي، لكن لجنة الانتخابات تلاعبت بأصواتنا ومنعتنا من النجاح.
لا يسعني هنا إلا أن أعبر عن شكري وامتناني لجميع الموريتانيين والموريتانيات الذين صوتوا لي. أعبر لكم جميعاً عن خالص مشاعر اعتزازي بثقتكم التي هي وسام شرف لي. لقد دعمتموني ودفعتموني إلى الترشح، فلن أخيب آمالكم. فأنا عازمة على المضي إلى الأمام، يدي بأيديكم، لنأخذ حقنا الطبيعي وموقعنا الضروري في صنع القرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، بروية وبكل إصرار. أشكر كل من ساندني ومازال يساندني. أعدكم بأني لن أخيب أمالكم. سأستمر إن شاء الله في النضال من أجلكم ومن أجل الوطن.
هذه الانتخابات التي خضنا قربتنا من معركة الانتخابات الرئاسية الحاسمة، التي لم تعد تفصلنا عنها سوى بضعة أشهر. سنستخدم دروسها لننطلق نحو الرئاسيات، بجاهزية أفضل. أعتقد أنه لم يعد لدينا وقت نضيعه، الوضع لم يعد يحتمل الانتظار. الرئاسيات القادمة ستحدد مصير بلدنا. يجب أن نتخذ قرارات جريئة تواجه تحديات المرحلة. يجب أن يكون هناك رجال ونساء يجسدون هذه القرارات. لهذا السبب قررت الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
أختكم صفية منت بارداس