قدم رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، اعتذارا عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، حول ملابسات ما صرح به مؤخرا حيال عدد من الوزراء التونسيين تم التخلي عنهم بحكومة رئيس الوزراء يوسف الشاهد.
وكان الغنوشي قال في الجلسة الانتخابية للكتلة البرلمانية لحركة النهضة،السبت 17 تشرين الثاني/ نوفمبر، إن النهضة "وضعت فيتو على عناصر فاسدة وغير صالحة في التحوير الوزاري الأخير "وأنه تم تغيير هؤلاء "بأشخاص صالحين" .
وأثارت تصريحات الغنوشي التي اعتبرها بعض الوزراء المغادرين لمناصبهم اتهاما بالفساد، جدلا واستياء، امتدت لمنصات التواصل الاجتماعي.
ونشر الغنوشي ،أمس الثلاثاء، بيان اعتذار عن تصريحاته التي قال إنه أسيء فهمها، متقدما من شخوص الوزراء المعنيين بالاعتذار والأسف على الفهم الخاطئ الذي قوبلت به تصريحاته .
وقال الغنوشي ببيان اعتذاره " ورد خلال كلمتي التّي توجهت بها إلى أعضاء كتلة حركة النهضة السبت المَاضِي ما فُهم منه أن السادة الوزراء الذّين غادرُوا الحكومة تتعلّق بهم شُبهات فساد".
ونفى الغنوشي تقصده الإساءة بالقول " يهمنّي أن أوضّح أن ذلك لم يكن مقصدي مع التّعبير عن أسفي الشديد لذلك متقدّما بكامل معانِي الاعتذار إلى حضراتهِم، مؤكدا على احترامِي وتقديري لهم خاصة وأن عددًا منهم قد تتلمذ على يدي، بالإضافة إلى كونهم شخصيّات وطنية بذَلت جهدا كبيرًا من أجل النّجاح في مهامها ومن أجل خدمة تونس وإعلاءِ رايتهَا متمنيًّا لهم النّجاح في مسيرتهم المهنيّة والسياسيّة".
من جهتها أكدت حركة النهضة، في بيان توضيحي ،الاثنين الماضي، أن رئيسها "تحدث عن المعيار المعتمد في تقييم الترشحات والأداء وأنه لا يعني أنه وجه اتهامًا لأحد بالفساد".
وقالت إنها تأسف "لتسرع البعض في تحميل الكلام أكثر مما يحتمل، خاصة أنه لم يقصد الإساءة المباشرة أو غير المباشرة للوزراء المغادرين ومنهم عماد الحمامي (الوزير عن حركة النهضة)".
فيما نقلت وسائل إعلام محلية أن كل من الوزراء السابقين غازي الجريبي ومبروك كورشيد وماجدولين الشارني "قرّروا مقاضاة رئيس حركة النهضة على خلفية تصريحه المذكور".
وأعلن وزير العدل السابق غازي الجريبي عن تقديمه شكوى قضائية ضد الغنوشي على خلفية هذه التصريحات، وقال الجريبي في تصريح صحفي نقلته إذاعة موزاييك المحلية أنه كان "يجب على الغنوشي مد القضاء بالأدلة والحجج على وجود وزراء فاسدين، أو أنه يعتبر بالقانون متستراً على الفساد، أو يدعي بالباطل"، وقال "أنا غير معني بكلام راشد الغنوشي بخصوص تهم الفساد، لكن تصريحه خطير ومغلوط للرأي العام".
وأثارت التصريحات والرد والرد المقابل عليها بين مختلف القوى والتوجهات، جدلا على منصات التواصل، بين مدافع عن وجهة ومقصود حديث الغنوشي وشجاعة اعتذاره، وبين آخرين رأوا في التصريح وسيلة تشهير كان الأجدر بها أن تكون وفق آليات المحاسبة القانونية المعروفة .