على مدى عقود، ظلت ساكنة الحوض الشرقي تحلم بمصنع للألبان، ومشتقاتها، يوفر عائدا ماليا من الثروة الحيوانية الهائلة بالولاية.
وبالفعل حقق الرئيس ولد عبد العزيز هذا الحلم لأهل الشرق، بتشييد مصنع للألبان في النعمه، كلف مليارات الأوقية.
لكن هذا المصنع فشل قبل أ يبدأ، وبات اليوم مثالا للتعثر، والتخبط، والفشل، وبفعل سوء التسيير والإدارة، بات المصنع سببا في بث الخلافات والفرقة بين المنمين، مما أدى إلى إحجام المنمين عن تزويد المصنع بالألبان، وهو ما اضطر المصنع لرفع نسبة "سليا" في منتوجاته لتعويض نقص الألبان.
وحسب الخطة المرسومة أصلا، فإنه من المفترض أن يستوعب المصنع 30 ألف لتر من اللبن، يتم تعليبها في علب تتراوح سعتها ما بين 500 إلى 250 ملل، وكلف المصنع 15 مليون دولار أمريكي، على نفقة الدولة الموريتانية وشريكها الهندي،ويفترض أن يوفر المصنع 100 فرصة شغل.
مدير المصنع الجديد المـُعين قبل أسابيع اعترف بالواقع المزري للمصنع، وعقد سلسلة اجتماعات مع المنمين، مؤكدا لهم أن إعادة الثقة بين المصنع والمنمين تشكل أولوية في هذه المرحلة، ويتوفر المصنع على ثلاثة مراكز لتجميع الألبان في قرى: وركن، والشامية، وبنكو،، كما كشف المدير عن فضيحة خطيرة، تمثلت في كون تجهيزات المصنع رديئة، وليست بالمواصفات المطلوبة، وهو ما يؤثر على طاقة المصنع الإنتاجية، وجودة منتوجاته، وتساءل البعض عن سبب ذلك، بالنظر للمبالغ المالية الضخمة التي أنفقتها الدولة في هذا المصنع، والزخم الإعلامي الذي صاحب إنشاءه.
واليوم بات السؤال مطروحا هل سيستمر مصنع الألبان في النعمه، ولو بأقل إنتاج، أم أن المصنع مشروع ولد ميتا، بل أجهضته أيادي الفساد قبل أن يرى النور ؟!.
الوسط