تلجأ الكثير من النساء إلى الولادة القيصرية، رغم مضاعفاتها الخطيرة على الأم والجنين في الوقت نفسه، ومن هذه المضاعفات أنها قد تؤدي لاضطرابات في النمو العصبي في دماغ الأطفال، بحسب ما توصلت إليه دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة جورجيا.
وفي الدراسة التي أجريت على الفئران، راقب الباحثون نشاط أدمغة صغار الفئران لمقارنة آثار الولادة القيصرية والولادة الطبيعية على موت الخلايا العصبية من الولادة وحتى سن الفطام، وفق "فوشيا".
ووفقًا لمجلة "أي إف إل ساينس"، وجد الباحثون أن معدل موت الخلايا أعلى في الصغار المولودين بالقيصرية مقارنة بالذين ولدوا عن طريق الولادة الطبيعية.
واستخدم الباحثون في الدراسة تقنية تصويرية تسمى "الكيمياء النسيجية المناعية" immunohistochemistry لمراقبة مستويات بروتين يسمى "caspase-3" الذي ينتج عن موت الخلايا، في فترتي ما قبل وبعد الولادة.
ووجد العلماء أن معدل موت الخلايا انخفض في الفئران بعد الولادة الطبيعية مقارنة بما قبل الولادة، بينما ظلت المعدلات نفسها ثابتة في الفئران المولودة ولادة قيصرية.
وكان التفاوت ملحوظًا بشكل خاص في منطقة من الدماغ تسمى "الوطاء" أو "تحت المهاد"، وهي المنطقة المسؤولة عن تنظيم الاستجابات للتوتر والتفاعلات بين المخ والمناعة.
كما وجد العلماء أن فئران الولادة القيصرية كانت أكثر ميلًا لاكتساب الوزن الزائد مع انتهاء مرحلة الفطام، مقارنة بفئران الولادة الطبيعية.
وبالطبع أجريت هذه الدراسة على الفئران، أي أن نتائج التجربة البشرية قد تختلف بعض الشيء، ولكن الباحثين أشاروا إلى أنها تدعم الدراسات السابقة التي وجدت أن أطفال الولادة القيصرية أكثر عرضة للبدانة والإصابة بالأمراض المزمنة والحساسية الغذائية والربو.