ﺇﻥ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﻌﻨﻰ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺃﻣﺮ ﻳﺜﻠﺞ ﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ .
ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﺘﺮﻑ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻮﻗﻊ ﺇﺧﺒﺎﺭﻱ ﺇﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﺷﺢ ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻳﺢ ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻣﻨﺎﺑﺮ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﺷﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ، ﻭﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﻏﺎﻣﻀﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ، ﻭﻳﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﻧﻴﺔ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻤﺮﺩﻭﺩ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻄﻲ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻓﻲ ﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ( ﻓﻮﺿﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺧﺒﺎﺭﻳﺔ ) ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﻝ ﺑﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻓﻴﺔ، ﺑﻞ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺭﻡ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻤﻴﺪﺍً . ﺣﻴﺚ ﻳﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺗﻔﺘﻘﺪ ﺇﻟﻰ ﻫﻮﻳﺔ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺗﻤﻴﺰﻫﺎ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ،ﻭ ﺩﻭﻥ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺮﺍﺕ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﺗﺐ ، ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺠﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ، ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺗﺼﻔﺢ ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻳﻐﻨﻴﻚ ﻋﻦ ﺗﺼﻔﺢ ﺍﻟﺒﻘﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻮﺗﻚ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ .
ﻭﻟﻸﺳﻒ ﻧﺠﺪ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺗﺘﺼﻒ ﺑﺎﻟﺠﻤﻮﺩ ﻭ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﺣﺪﻳﺜﺎﺕ ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻣﺤﺘﻮﺍﻫﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﺒﺮ ﻋﺎﺑﺮ، ﻭﺑﻠﻎ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻳﺒﻘﻰ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻴﺼﺒﺢ ﻣﻬﺰﻟﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻔﺮﺓ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻭ ﻣﻨﺒﺮﺛﺎﺑﺖ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﺗﻌﺒﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭ ﺗﻤﻜﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﺣﺴﺐ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭ ﻳﺒﻘﻰ ﺍﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻨﻀﺞ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﺗﺴﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﻗﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻭﺭﻛﻨﺎً ﺃﺳﺎﺳﻴﺎً ﻭﻣﻜﻮﻧﺎً ﻫﺎﻣﺎً ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ .
ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺩ ﻣﺤﻤﺪﻟﻲ