إلى متى يحجب عن السيد الرئيس حقيقة نبل وعظمة بعض أطر الدولة الموريتانية ؟ّ!
وإلى متى تكون استخبارات بلدنا تأخذ وترشد رأس هرم السلطة بالجزء الإيجابي والايجابي لضمان توازن الحقيقة الكلية للسلم الأهلي للمجتمع ؟!
فى زيارة الأخ الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز لمدينة المذرذرة، رتب لي أحد مرافقيه من الحرسي الرئاسي، – تعرف علي حين كنت أقدم دروسا خاصة لإبن الرئيس الإبن الخلوق المتميز المتواضع، حمزة ولد محمد عبد العزيز في الثانوية العسكرية (أدامه الله في حضن أسرته الكريمة ودامت له) – وعدني بلقاء الرئيس حتى ولو لم يلتق بأحد، فأمتلأت فرحا وغبطة.
كنت من ضمن أول مجموعة أطر تدخل على السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز في تلك الصالة المعدة والمهيأة سلفا للقاء بأطر ووجهاء المقاطعة، وحين رفعت أصبعي من ضمن ذلك الجمع، الذي يقارب مجموعه الإثني عشر شخصا، قدمت نفسي؛ إسمي؛ وظيفتي، كأستاذ للإنجليزية في الثانوية العسكرية.
طلبت منه تعييني كوزير أول فضحك وقال لي: “أشبيك في الرئاسة” ؟
لم أكن سريع البديهة آنذاك في الرد عليه بأنه هو وحده الذي يستحق الرئاسة وإلى الأبد إذا شاء.
اهتزت الصالة قهقهة لأن الرئيس ضحك وتبسم معها كثيرا أثناء عرضه علي آنذاك، لذلك كنت مازحا فمازحنى هو كذلك، وبعد ذلك قلت له بأنني أستاذ لي خبرة وقدرات فى مجالات تقنية كالمعلوماتية، وأنني لا أحبذ أن أبقى دائما من حملة الطبشور، وأن يعينني وزيرا على الأقل، وقدمت له سيرة ذاتية في صفحتين اأستلمها.
بعد أيام قليلة قام الوزير السيد الكريم إبن الكرماء سيد ولد التاه بدعوة لأطر المذرذرة في نواكشوط، لتهنئتهم على نجاح زيارة السيد الرئيس، حيث أثبت أحد الحاضرين هناك بأنها زيارة ناجحة، لأن السيد الرئيس أستشاط ضحكا من طلب أستاذ له بتعيينه رئيس الوزراء، وهذا يردف أحد الأطر “دليل قاطع على أن السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز كان فرحا ومرحا جدا جدا”.
لم أكن أنا من بين الحاضرين آنذاك لأنني دائما لدي إحساس بالكرامة وبعدم التزلف لأي كائن من كان، ولا زلت على ذلك النهج لست من أولائك الذين.. ولن أكون.
ومن ذلك الوقت لم أرى ولم أسمع سوى التشفي والاغتياب فيما أقدمت عليه من قول، في حين أنني بحسب رأي أنا رجل ككل الرجال لست دونهم ولست فوقهم.
بعد ذلك بأشهر قليلة زارنا السيد الرئيس في الثانوية العسكرية لتدشين نظام معلوماتي تربوي رائع، ترعاه الجمهورية الفرنسية، وهو نظام Sankore معتمد في بعض الدول الأفرانكوفونية، وقد أعددت درسا لعرضه أمامه فى تلك الزيارة، لكنني في أقل من ساعتين من مجيء السيد الرئيس تم تبديل الفصيلة التى سأقدم فيها العرض بفصيلة أخرى، وطلب منى إنشاء درس آخر وذلك بإعاز من الضابط الفرنسي الذي كان مشرفا على الإعداد والتكوين على ذلك النظام.
الضابط الفرنسي برتبة عقيد كان يخصنى آنذاك بعبارات إطراء كثيرة على أننى الوحيد المبدع فيما أعده ، لكنه كان فى يوم زيارة الرئيس حريصا على أن الأستاذ الفرنسي الذي يعمل معنا فى الثانوية كأستاذ للفرنسية على أنه هو الوحيد الذي يعرف هذا النظام ، وإيهام السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بأن لا أحد أبدع فى هذا المجال غيرهم هم ، وبعد انتهاء الزيارة نفس اليوم أعتذر لي الضابط الفرنسي وقال لي أن السبب أن أستاذا آخر لم يستطع أن يعد درسه إلا للفصيلة التي سبق لى أنا ولمدة أربعة أيام قبل زيارة الرئيس حيث أبدعت فى درسي كل إبداع ، لكنه كان يريد حجب عملى عن السيد الرئيس ، لو لم يكن متعاونا معنا وكان يعمل لحكومته وانا فرد من المجتمع الفرنسي لأشاد بعملي ورعاني وهيأ لي الظروف حتما.
الغريب فى الأمر وفى كل الأمور بأنني كنت ولا زلت أحلم بأن ترى حكومتى والقائمين على راس هرم سلطة بلدي الجوانب الايجابية لكل فرد من أفراد مجتمع بلدي وتنقص ويتناقص جوانب ” التلحاك” وخاصة الوشاية منه بالتحديد ، فلو عملوا بأدنى حد من مما نصبوا له لأبعد عن وطننا العزيز الكثير الكثير من الهزات والقلاقل وأنعم الكل بالراحة والطمأنينة الزائدة والرفاه وأرتاح الكل وعمل الكل حتى المعارضة فى جو تناغم ستحسد البلاد عليه وترتقي كإخوة لنا فى الجوار الجنوبي.
نقلا عن صفحة الأستاذ اليدالي ولد الكوري