تسارعت وتيرة تطور التكنولوجيا ومتعلقاتها؛ لدرجة وصلت إلى أنها باتت تسيطر على حياة الناس، بحيث أصبح استخدام الأجهزة التقنية الحديثة، وبالأخص الهواتف الذكية والحواسيب، يأخذ معظم وقت مستخدميها.
وأشارت الدراسات إلى أن هذا الاستخدام المفرط له آثار سلبية. وفي هذا السياق، يقول الدكتور محمد الزيتاوي، أخصائي الجهاز الهضمي والسمنة، لـ"عربي21": "أكدت التجارب وتعاملنا مع المرضى أنه كلما زاد تعاملهم مع التكنولوجيا كلما زاد انتشار الأمراض بجسدهم، ومنها الضغط والسكري والسمنة وأمراض القولون".
وأضاف: "الاستخدام المفرط للتكنولوجيا من قبل الأطفال يؤدي لإصابتهم بسرطان الدماغ، مستشهدا بدراسة قام به الدكتور محمود السرحان بالتعاون مع مركز الحسين للسرطان في الأردن، حيث أظهرت نتيجة هذه الدراسة زيادة نسبة احتمالية إصابة الأطفال بسرطان الدماغ نتيجة استخدامهم التكنولوجيا بشكل مفرط".
كما تترك التكنولوجيا أثرا سيئا أيضا على الصحة النفسية لمدمنيها. ويشرح الطبيب النفسي علاء الفروخ؛ هذا الأثر بالقول: "التطور المتسارع ساهم في ازدياد الفجوة بين الأجيال، وبين الآباء والأمهات من جهة وأبنائهم من جهة أخرى، بالتالي أثر سلبا على العلاقة الأسرية".
وأضاف الفروخ لـ"عربي21": "الاستخدام المفرط للتكونولجيا أدى إلى زيادة الانطوائية والعزلة لدى بعض اليافعين؛ ممن يقضون أوقاتا طويلة على الهواتف الذكية على حساب التواصل الاجتماعي الحقيقي، وحتى على حساب أوقات الدراسة والعمل، وهناك نوع من الإدمان السلوكي أصبح يعرف بالإدمان على الإنترنت".
ونصح الفروخ بعدم الإفراط باستخدام التكنولوجيا حتى لو كان تطورها المتسارع يلبي احتياجاتهم اليومية. وأشار إلى أهمية تقنين هذا الاستخدام وتوزيعه على أوقات اليوم، بحيث يصبح هناك توزان بين استخدام التكنولوجيا وبين قيام الناس بأعمال أخرى.