ربما لم يمر الحزب الحاكم منذ تأسيسه بهذه اللحظات العسيرة والصعبة في تاريخه الذي لم يبلغ الرشد بعد ، ليبدو كالمغلوب على امره .
بعد عمليات التفعيل ، التي توقع البعض ان يكون الحزب الحاكم صاحب المبادرة والزعامة مستقبلا ، والمتصدر للمشهد إعلامياً وتنظيمياً على المستوى السياسي في خصم الانتخابات الرئاسية الموريتانية ، ها هو الحزب يصارع من اجل البقاء.
ولعل الاشارات التي صدرت للحزب الحاكم بعد تكليف لجنة بتسييره، لم تفهم بعد ، حين دفعت الاخير إلى محاولة ترتيب اوراق لم تكن بحوزته ، ما جعله يتعاطى مع ماضي وليس مع حاضر في غياب شراكة حقيقية ، قبل ان يجد الحزب نفسه في مواجهة قرار التجميد وليس التفعيل .
ومهما يكن من امر فإن الحزب الحاكم دخل مرحلة اقصائية ، وإن لم يستسلم للواقع ، إلا انه بقي يناور في حلقة مفرغة ليبدوا ماسكا بأوراق لم تعد بحوزته ، ولكن على رأي مسرحية شاهد ما شاف شي حاجة.