محمود شاب موريتاني من خريجي جامعة نواكشوط ، حاوره موفد موقع "صوت" في تجريت.. يقول محمود انه منذ قرابة عقد من الزمن وهو يبحث عن عمل ، تردد كثرا على وكالة تشغيل الشباب ، ولم يحالفه الحظ في الحصول على أي دعم او تشغيل لأسباب يراها محمود او على الاصح يسميها "عدم وجود وساطة أو معرفة في الوكالة.
يقول محمود عملت بائع عملات في سوق العاصمة ثم بائع رصيد على الطريق ، وبائع هواتف متجول ثم عامل في دكان بيع الهواتف الذكية ، ولكن كل ذلك لم يكن يدر الكثير من الدخل ، ولكن كان صراعا من اجل لقمة العيش .
وفي شهر مارس من السنة الحالية وبمبادرة شخصية توجهت إلى تيجريت وبالتعيين نقطة ساخنة حاملا لوحة طاقة شمسية وبطاريتين ، حيث بنيت خيمة لشحن الهواتف لكن الدخل لم يكن على مستوى المنطقة الذهبية .
وبعد أيام قررت بيعها بما فيها بمائتي ألف أوقية ، وتوجهت إلى ميدان الحفر صحبة عامل لليوم ، وبعد حفر 4 آبار أطولها بلغ مترا ونصف وكان آخرها ، حيث أبلغت العامل ان المبلغ الذي كان بحوزتي بدأ ينفد وطلبت منه العمل مقابل حصة من الناتج وهو ما رفضه متعللا ان ذلك اهدار ا للوقت وتاركا الأدوات ومغادرا إلى جماعة أخرى.
توجت في الصباح الباكر إلى محيط الحفر وحيدا وكان البرد غارس وبدأت آخر تجربة في بئر خامس قريبا من البئر الأول وبعد أقل من نصف متر اخرجت حجارة تحمل مسامير ذهبية صغيرة لكنها ترى بالعين المجردة ، وبدأ ذلك النوع من الحجارة يتجه إلى جهة واحدة.
ولم ينتصف النهار يقول محمود حتي سمعت قرع نعال ، وأنا جالس في البئر ، فرفعت رأسي فإذا اربعة رجال يسلمون فسلمت عليهم وقلت "بسم الله"؟ ، فقال احدهم نحن ضيوف جئنا للتو من نواكشوط لا نعرف أحدا نريد العمل .
فقلت أنا هنا منذ شهر وليس لدي سوى هذا البئر فإن احببتم العمل فيه .
فقال احدهم كيف ذلك؟ فقلت أعمل معكم ولي الثلث ولكم الثلثان والنتيجة مؤكدة وهاهي علامتها في الحجارة ، فلم يترددوا في قبول العرض.
ثم تابعت معهم العمل يقول محمود وتوليت حمل الحجارة إلى مدينة الشامي وتصفيتها وبيعها حتى بلغت النتيجة 20 مليون أوقية بعد جميع اللوازم ، تم تقسيمها حسب الاتفاق ، وبدأت النتيجة تتراجع بعد تراجع نسبة الذهب في الحجارة حيث تخليت عن البئر لزملائي واشتريت سيارة هيلكس نيفو وها انا متواجد في عين المكان تارة امتهن النقل وتارة التنقيب .