كشف الداعية الإسلامي مصطفى حسني، عن كيفية التعامل السليم مع الحسد والحاسد في إحدى حلقات "تأملات في كتاب الله" وقوله تعالى:"وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" وهي الآية 109 من سورة البقرة.
و أوضح حسني أن أهل الكتاب المقصودين من الآية هم يهود المدينة، وعلى رأسهم ياسر بن أخطب وحيي بن أخطب وكعب بن الأشرف، وأرسل حيي ياسر أخيه حين دخل النبي المدينة حتى يرى صفته هل هو فعلا النبي الموجود في التوراة، فلما تبين له ذلك، قال له ماذا تنوي؟ قال: عداوته ما بقيت، وكان حيي وياسر يحاولون دائمًا رد المسلمين عن دينهم، فنزلت فيهم الآيات، وفق (مصراوي).
وتحدث حسني عن معنى الحسد وأصله اللغوي، فالحسد هو تمني زوال النعمة من المحسود، وأصل كلمة الحسد هي حشرة اسمها الحسدل وهي تقرض الثياب، "فالحسد يهري في قلبه كما تهري الحسدل في الثياب، فالحاسد لا يرضى إلا بعد زوال النعمة من المحسود"، وعكس الحسد هو الغبطة، يقول حسني، وهي تمنى أن تكون النعمة التي عند الآخر تكون لدي بدون ان تزول منه، وهي التنافس والطموح المقبول عند الله".
وأوضح حسني أن اليهود في المدينة كانوا يعرفون أن النبي محمدا هو الرسول المرسل من الله سبحانه وتعالى، لكنهم رفضوا أن يؤمنوا به لأنه ليس من بني إسرائيل، فيقول تعالى إنهم يرغبون في أن يرتد المسلمون عن دينهم رغم انهم يعرفون انه حق، وقدم الله سبحانه وتعالى للمؤمنين علاج ذلك بأن يصبروا حتى ياّن الله بأمر آخر، غير العفو والصفح.
وقال مصطفى حسني: "اننا نتعلم من هذا في العصر الذي نعيش به ألا نشغل بالنا بالحاسد، فإذا فعل العبد ذلك سيبدأ في التصرف بشكل غير سوي، ويكذب، حتى لا يحسد، والله تعالى يوجه العبد إلى التجاوز عن تصرفات الحاسد وينشغل بأذكاره وأوراده التي أنزلها لحماية الإنسان من الحسد".
وفي أربع طرق يمكن من خلالها التغلب على الحسد، يقول حسني: "إن أولها المعوذتين وسورة الإخلاص فهي تحفظ من الحسد، وكذلك آية الكرسي، والذكر الشهير: "أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة" ثلاث مرات.
وفي النهاية نصح حسني من يخافون من الحسد قائلًا: "استمتع بنعمة ربنا ومتقعدش تكذب وتدعي المعاناة حتى لا تحسد، فلن ترتاح بالنعمة وشكلك ادام الأسوياء مش هيبقى حلو، فالله قدير على حماية النعمة بدون أن يفعل الإنسان أي شيء تجاه الحاسد".