ارغمت السلطات العليا في ولاية الحوض الشرقي ملاك الثروة الحيوانية إلى الهجرة بقطعانهم نحو دولة مالي المجاورة .
وقد وجد معظم ملاك الثروة الحيوانية انفسهم على مناطق جرداء بعد حملة السلطات الداعمة للمحميات الشخصية التي تسيطر على الكلأ وتحيطه بسياج من حديد بتمويل من الدولة وتآمر مع السلطات الجهوية ، تحت مسمى زائف يدعى "دعم السدود".
وتنتشر اليوم مئات المحميات الشخصية والمُسيجة والمحتكرة للعشب في معظم المقاطعات ، في الحوض الشرقي ، حيث ينقلب غالبا هذا الاحتكار إلى بيع في الوقت العصيب .
وتتم هذه التمويلات تحت مسمى دعم السدود ، حيث تمر بمراحل تمتزج فيها السياسة بالرشوة والنفوذ ، ويبدوا بعضها محيرا ، أبتداء من الطلب لدى السلطات المعنية... مرورا بالوساطة!! والمعاينة الفنية!!! وصرف التمويل!!! وانتهاء بتسيج اكبر منطقة مرعى وتمكين مواطن واحد من مفاتحها .
هذه الحملة التي تجمع معظم عوامل الفساد (من استغلال نفوذ ـ سرقة ـ تزوير ملفات ـ رشوة) ليست جديدة ولا وليدة الصدفة في الشرق الموريتاني وإنما امتداد لسياسة ومنهج انتهجه نظام ولد الطايع ، حيث غادر السلطة وترك الفكرة تنمى نموا طبيعيا "فهي بخير!!!.