أعلن عن "الوثيقة" في برنامج "في الصميم" الذي تبثه قناة "المرابطون" المقربة من تواصل، ونشرها موقع "الأخبار" الناطق غير الرسمي باسم تواصل، قبل ثلاثة أيام من مهرجان حزب "تواصل" الإخواني...
أثار الإعلان عن "الوثيقة"، وما رافقه من اتهامات، وتهويل للمبالغ المزعومة، والطريقة "المافيوية" لتهريبها لغطا كثر مستثمروه.
لم يلتفت أحد إلى بيان وزارة العدل، بل استخدمه المستثمرون في "الوثيقة" دليل إثبات على وجودها، وغضوا الطرف عن التفاصيل. ثم صدر بيان آخر ضرب الفقاعة "في الصميم"، فلم يعد أحد يسأل عن الوثيقة إلا من باب السخرية والتندر. علم الجمهور أن الوثيقة عادت إلى أصحابها "إن شاءوا نشروها، وإن شاءوا حجبوها!" فيئس الفضوليون من النشر، وجزم الخياليون بإبرام صفقة...
ثم طلب "تواصل" الترخيص لمهرجان "دق ناقوس الخطر" سائلا الله عدم الحصول عليه! لكنه استلم الترخيص، فوقع في ورطة! فنفض الغبار عن الوثيقة. وكما يحدث في عمليات الابتزاز، تم الاحتفاظ بنسخة لم تخرج من الجهاز لاستخدامها عند الحاجة، فظهرت حقيقة "الوثيقة"؛ حركة أموال عادية لا شبهة فيها، كما أوضح بيان وزارة العدل...
إن ظهور الوثيقة في موقع "الأخبار" يلقي أضواء كاشفة على العملية برمتها؛ فبركة إعلامية لتحقيق مكاسب سياسية لحزب معارض تهاوت أذرعه الخارجية، ويقاسي انقسامات داخلية شطرته ثلاثا؛ المستضعفون في الحزب، ومن حبب إليهم "النضال" الموالاة، وكره إليهم المعارضة "أولئك هم الراشدون"، وصعاليك في بيداء يترصدون هجمة... فأي فساد في تقديم الدولة مساعدات مالية لبلدان شقيقة! ولم نسمع أحد من الذين ضاربوا في "الوثيقة" يتهم الراحل موبوتو بالفساد حين قدم هدية شخصية من المال العام الزائري إلى المرحوم المختار ولد داداه! تلكم الهدية التي بنيت بها مدرسة تكوين الأساتذة. فما الذي يمنع هدايانا من أن يكون لها نفس التأثير، وتمتلك نفس الشرعية!
#المباشر