حذر كبار علماء الفيروسات من متحور (Omicron)الذي تم اكتشافه في جنوب إفريقيا، والمصنف وفق منظمة الصحة العالمية (WHO)، بالمتغير " المثير للقلق"، وذلك لإحتوائه على عدة طفرات متنوعة ومتغيرة، والتي لم يتضح بعد مدى فعالية اللقاحات ضدها.
ما هو الاختلاف في متحور (Omicron / B.1.1.529)؟
صرح عالم الفيروسات (توليو دي أوليفيرا) في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت:" لقد اكتشفنا للأسف نوعًا جديدًا للطفرات المتحورة، يثير القلق في جنوب إفريقيا"، وفق صحيفة (إيرونيوز الأوروبية).
وأوضح (دي أوليفيرا) أن العدد الكبير من الطفرات التي تُقدر بما يقارب 32 طفرة في الوقت الحالي، تثير المخاوف بشأن قدرتها على التهرب من اللقاحات وتحقيق الانتشار الواسع والسريع، الذي فسره نتيجاً لبروتين (S) - هو بروتين اندماج غشائي كبير من النوع الأول عالي الجليكوزيلات ويتكون من (1160 -1400) من الأحماض الأمينية ، اعتمادًا على نوع الفيروس- ودوره الخطير في مساعدة فيروس (كوفيد-19) على غزو خلايا الجسم حاليا.
وأضاف (دي أوليفيرا) أن إكتشاف المتحور الجديد في جنوب أفريقيا، لا يعني نشأته في ذلك المكان، و أكد بأنه يمكن الكشف عن الإصابة بالمتحور الجديد، من خلال اختبار(PCR) معين، مما يعني أنه يمكن اكتشافه بسهولة، ومساعدة العلماء على تتبع الانتشار.
وعلق (توم بيكوك) ، عالم الفيروسات في الإدارة الإمبراطورية للأمراض المعدية في المملكة المتحدة ، عبر تطبيق (تويتر):" تم رصد مجموعة صغيرة جدًا من المتغيرات المرتبطة بجنوب إفريقيا بطول فرع طويل جدًا وملف تعريف طفرة غريب ومختلف".
وأفادت منظمة الصحة العالمية أن الأمر سيستغرق بضعة أسابيع لفهم تأثير متحور (أوميكرون)، وإذا أصبح متغيرًا مثيرًا للقلق مثل متغيرات دلتا وبيتا، فسيتم إعطاؤه اسمًا من الأبجدية اليونانية.
أين تم الكشف عن (Omicron) حتى الآن؟
تم اكتشافه لأول مرة في جنوب إفريقيا، حيث صرح المعهد الوطني للأمراض المعدية (NICD) يوم الخميس 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، ملاحظة 22 حالة إيجابية بفحص (PCR)، مع تأكيد ارتفاع مؤشر الاصابات، وأكد ظهور حالات مصابة في بوتسوانا وهونغ كونغ في الصين.
وتم اكتشاف ظهور حالة في أوروبا، في بلجيكا، وقال مسؤولون أنه عثر عليها في مسافر عائد من مصر، كما أعلنت إسرائيل يوم الجمعة 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، أنها رصدت الحالة الأولى لمصاب بطفرة المتحور (أوميكرون) الجديد، لمسافر عاد من ملاوي من جنوب أفريقيا.
وأشار البروفيسور (أدريان بورن)، المدير التنفيذي لوكالة المعهد الوطني للأمراض المعدية(NICD) :" ليس من المستغرب اكتشاف نوع جديد في جنوب إفريقيا"، وأضاف:" على الرغم من محدودية البيانات، يعمل خبراؤنا وقتًا إضافيًا مع جميع أنظمة المراقبة القائمة لفهم المتغير الجديد وما هي الآثار المحتملة التي يمكن أن تكون".
وشارك وزير الصحة لجنوب أفريقيا (جو بهلا) في مؤتمر صحفي وقال:" يعتقد العلماء أن ما يصل إلى 90% من الحالات الجديدة في مقاطعة جوتنج بجنوب إفريقيا يمكن أن تكون مصابة بمتحور (أوميكرون)، ومع زيادة الحالات المكتشفة في الشمال الغربي للبلاد، ربما يكون ظهور هذا البديل هو السبب في الزيادة الهائلة للإصابات في الأسابيع الأخيرة".
هل يمكن أن يكون متحور(أوميكرون) أكثر خطورة من متحور (دلتا)؟
يعد متحور (دلتا) حاليًا هو البديل المتطور في العالم عن (COVID-19)، تم اكتشافه لأول مرة في الهند، وانتشر في جميع أنحاء العالم وأثبت أنه أكثر عدوى من الأشكال السائدة للفيروس في السابق، وينتشر بسهولة لأن بروتينه أكثر مهارة في غزو الخلايا البشرية من المتحورات السابقة، واستغرق الأمر حوالي شهرين حتى يتم تصنيف متحور (دلتا) على أنه "مثير للقلق" من قبل منظمة الصحة العالمية، ولكن في المقابل تلقى (Omicron) هذا التصنيف في غضون 72 ساعة من إكتشافه.
ونشرت شركة (BioNTech)، بيان توضيحي ذكرت فيه أنها بحاجة إلى المزيد من البيانات والإختبارات لتقديم معلومات وحقائق دقيقة، حول ما إذا كان يمكن أن يفرض المتحور (أوميكرون) تعديل لقاح (فايرز) في حال انتشاره عالميا.
وفي ذات السياق أكدت شركة (BioNTech) أنها اتخذت إجراءات سابقة لتمكينها من تكييف لقاح (فايزر) في غضون 6 أسابيع، والبدء بشحن الدُفعات الأولية في غضون 100 يوم.
كيف تعاملت دول العالم مع متحور (أوميكرون)؟
فرضت المملكة المتحدة قيودًا جديدة على المسافرين من جنوب إفريقيا والدول المجاورة ناميبيا وبوتسوانا وليسوتو وإيسواتيني وزيمبابوي يوم الجمعة 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، وأعادت نظام الحجر الصحي للمسافرين لمدة 10 أيام.
وتحركت دول الاتحاد الأوروبي بسرعة لوقف السفر الجوي من جنوب إفريقيا أيضًا، حيث قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي (أورسولا فون دير لاين):" إنه يجب تعليق الرحلات الجوية حتى يكون لدينا فهم واضح للمخاطر التي يمثلها هذا المتحورالجديد، ويجب على المسافرين العائدين من هذه المنطقة احترام قواعد الحجر الصحي الصارمة".