كتب البعض في محاولة لصرف النظر عن امتعاض المواطن من السياسات المنتهجة، ومخادعة الرأي العام؛ أن هتافات المشجعين في ملعب شيخه ولد بيدي رحم الله -أمواتنا وجميع موتى المسلمين- لم تكن باسم عزيز الرئيس السابق المتهم، وهي هتافات إن كانت بإسمه فهي من باب (رحم الله الحجاج ما أعدله)، وإنما كانت بإسم بوغربال، فلماذا إذن الامتناع عن مصافحة السيد الرئيس، التي كانت إلى وقت قريب مكسبا ومطمحا للنخب السياسية، وأصحاب المناصب والجاه، قبل أن تكون غاية للاعبين موريتانيين أفارقة لم يعرفوا بعد طريقهم للنجومية، ولا للعالمية، وأغلب الظن أنهم لن يعرفوها أو أغلبهم على الأقل.
إن مصافحة السيد الرئيس تساوي عند البعض من حيث القيمة (رسم أحمد دي) أو (كر عراي اسروز) أو تساوي ما قال لوليد ولد دندني في حق الب ولد عبدي ول أجد، (الب مشيه فالساني:) ولكن لاعبي الفريق لم يظهروا من الاهتمام بحضوره، ولا بمصافحته قدر ما اعطوا للمدالية الرمزية التي انحنوا لتعليقها في رقابهم.
هو خطأ ابروتوكولي قاتل؛ يوجب إقالة لبروتوكول، أو هو فخ منصوب للسيد الرئيس من القائمين على الرياضة الوطنية؛ لتحطيم هيبته أمام العامة، لأن أكثر المهتمين بالرياضة هم العامة، والعامة وحدهم هم من لديه الوقت لمتابعة أخبارها.
فلا تبالغوا في استغباء الناس، لكي لا تظهروا غباءكم الزائد على المعقول، وتظهروا بمظهر من يغمس وجهه ورأسه في الماء وظهره باد للعيان، فلا تجدي سياسة النعامة في هذا الوقت، وهي سياسة بدائية إلى حد بعيد.
تأملات عاطل