تصاعدتْ في الآونة الأخيرة الأصوات الأهلية المحلية والوطنية -من النعمة إلى نواكشوط- مطالبةً بفتح مطار النعمة الدولي كحاجة إنسانية ملحة وكضرورة وطنية ذات أبعاد أمنية واستراتيجية في غاية الأهمية سواءً على صعيد معادلات التوازن التنموي والوزن تلديموغرافي للولاية الأولى سكانياً أو على صعيد الإستثمار السيّادي في المناطق المحاذية لحدودنا بمنطقة الساحل و التي بات من مصلحة بلادنا تعزيز التواصل معها بقوة عبر مد ّ جسور جوية ذات مردودية اقتصادية وجيوستراتيجة.
وفي هذا الإطار لا يخفى على كل ذي بصيرة سياسية حجم المردودية المعنوية والمادية المنتظرة من فتح مطار النعمة الدولي ذي الموقع الإستراتيجي الحيوي والمهم خصوصاً عاى خارطة المحور الساحلي الذي يربطنا بعواصم دول الساحل الخمس وقد تحدثنا في بياننا السابق عن السيناريوهات المتاحة بشأنه وإمكانية تفعيل مرودوديته ومختلف الأبعاد الإنسانية والأمنية والإستراتيجيية التي تجعل أهميته فوق الحسابات الرقمية الضيقة.
هذا وعلى الرغم من تصاعد المطالب المشروعة لإعادة تأهيل المطار المذكور لم تلق القضية من من نوّاب الولاية الثلاثة عشر إلّا التخاذل والتقاعس بدليل عجزهم عن القيام بما هو من صميم الواجب الوظيفي للنائب من قبيل استجواب الوزراء المعنيين أو القيام بطلب تفسيرات مقنعة من طرف الحكومة أو غير ذلك من الآليات الديموقراطية المنصوص عليها في المساطر الضابطة للعمل البرلماني المسؤول وهنا تجدر الإشارة باختصار
إلى التذكير بواجب النائب إزاء منتخبيه ومطالب ولايته تنمويا وإنسانياً حتى.. !
الحق أنّ
وظيفة النائب ليست محاكاة الصفر
الأصل أن تكون وظيفة النائب البرلماني وظيفة نبيلة وليس منها في شيء مجرد تسجيل الحضور بشكل جاف أو الإكتفاء بالجلوس على كرسي وفير تحت قبة البرلمان بضع ساعات ثم التفرغ للمهام الشخصية الضيقة.
الوظيفة النبيلة للنائب البرلماني المدرك لواجبه الوطني تقتضي حضور أشغال اللجان الدائمة أثناء مـُدارسة مشاريع القوانين والمساهمة بوعي وبصيرة في تقديم التعديلات والمقترحات بالتعاون مع أهل الخبرة والاختصاص ثم إنه من أهم الوظائف المنوطة بالنائب - -موازاةً مع واجب الإسهام في التشريع الوطني - الإستعداد الدائم للتفاعل الإيجابي مع المواطنيين في دائرته الإنتخابية ومحيطه الجغرافي القريب بغرض نقل مطالبهم و همومهم عبر قنوات العمل التشريعي والرقابي لتأخذ مجراها المناسب في المسارات التنفيذية بشكل مؤسسي راقٍ
ومسؤول أما التجاهل والتصامم عن تلك المطالب الشعبية فلا يحيق إلا بالنواب الفاشلين وحينها يصدق عليهم الوصف بالنّوام وليس النواب بالمعنى المهني النبيل للكلمة.
في هذا السياق نجد أنفسنا مضطرين لتنبيه الرأي العام الوطني على مشروعية مطلبنا التنموي إحقاقًا للحق ورفضاً لجمود وتقاعس نواب ولايتنا في الجمعية الوطنية و الذين لا يكتفون فقط بالتغافل عن واجب الإستجواب بل حتى العجز عن فتح مكاتب محلية للتواصل مع المواطنين لاستقبالهم وتدارس مشاكلهم المحلية والأدهى والأمر أنه حين تصل إلى مسامعهم تلك المطالب المشروعة عبر وسائل الإعلام أو عبر الوقفات السلمية مثل وقفات مطلب إعادة التأهيل لمطار النعمة الدولي أو تلك المتعلقة بمطلب تسريع وتيرة تنفيد مشروع اظهر وضرورة ربط مدينة ولاتة بالبحيرة المحاذية لها جغرافياً أو غير ذلك من التطلعات والمطالب الشعبية ترى أولئك النواب الثلاثة عشر -إلا من رحم ربك -يتعمدون التقاعس والتخاذل عن الواجب لكنهم لا يتأخرون أبداً عن سحب الراتب ..
إنه لمن العيب والعار على نواب ولايتنا الأولى الإيغال في التقاعس والتخاذل إلى درجة ترك ملف حيوي بحجم إعادة تأهيل مطار النعمة الدولي بين يديْ نواب آخرين من خارج الولاية
ويفترض عدم تدخلهم لولا التقاعس والتخاذل الملحوظ من طرف النواب المعنيين أولا وآخراً بالشأن الولائي المباشر.
هذا وعلى الرغم من عدم الصبغة السياسية لحراكنا الميمون -حراك افتحو مطار النعمة الدولي -إلا أنه من منطلق العرفان والإمتنان لكل خطوةٍ
تقربنا من تحقيق مطلبنا، نسجل هنا للوطن و للتاريخ اعترافنا بالجميل لكل من وقف مع مطلبنا المشروع من الأطر الوطننين المخلصين وبشكل خاص نسجل إشادتنا بأولئك النواب
"من خارج الولاية " الذين تطوعوا باستجواب الحكومة حول مطلبنا التنموي المشروع فلهؤلاء النواب الواعين لدورهم النيابي كامل الشكر والتقدير على الحس الوطني وعلى الإصغاء والإهتمام بأصوات المواطنين بالمعنى النبيل للكلمة.
كما لا يسعنا هنا إلا أن نشجب بقوة تقاعس وتخاذل نواب ولايتنا والتنويه بحجم تنكّرهم المقيت للواجب البرلماني وإنها لخطيئة كبرى سياسياً واجتماعياً وإنسانياً لذا نرفع أصواتنا عاليا ً برفضها وشجبها مذكّرين أهالينا في مختلف مقاطعات ولايتنا -الأم بضرورة معاقبة أولئك النواب المتقاعسين مرتين : معاقبتهم معنوياً بشجب تخاذلهم عن مطالب الولاية ومعاقبتهم سياسياً حين تدق ساعة المحاسبة السياسية عبر صناديق الإقتراع في الإستحقاقات القادمة..
قال تعلىٰ :
" إن الله لا يـُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم
بقلم بشير ولد الساس شيخنا محمدي أستاذ بكلية القانون في جامعة ستراسبورج /فرنسا