بلغ النهبُ الممنهج والفسادُ مرحلة من الوقاحة لانظير لها؛ بمناسبة الاستقلال تتم إعادة طلاء الأرصفة وتوضيح خطوط المسارات على شوارع معيّنة في جمهورية تفرغ زينه (طبعا 8 مقاطعات الأخرى من العاصمة لا أحد يهتم لها)
ويتم ردمُ بعض الحُفر الكبيرة بشكل خشِن جدا وغير متناسق
طبعا أغلب الأشغال يُقام بها في وقت الذورة ما يؤدي إلى زحمة مرور خانقة وفوق ذلك تم استخدام طلاء منزلي رديءٍ جدا لهذه المهمة (الطلاء المستخدم للأصفة والشوارع عادة يكون طلاءً خاصا مقاوما للحرارة والشمس والرطوبة وعاكسا للضوء) وبعد يوم واحد تلاشت أغلب الخطوط البيضاء وتطاير الطلاء الاحمر بفعل السيارات.
حدث ذلك في شارع المختار ولد داداه وعبد الناصر وجون كينيدي والملك فيصل وشارع ياسر عرفات وطريق نواذيبو ومحور وبعض الشوارع الفرعية الرابطة بين هذه المحاور
ردمُ الحفر وطلاء الأرصفة حدث سنوي يصاحب الاستقلال وهو باب كبير من أبواب صرف المال العام وشفط الميزانيات يصاحبة باب آخر هو شراء آلاف الأمتار من الأقمشة الملونة لتغطية واجهات المؤسسات العمومية و"الخصوصية"؛
وينتعش النهب هذا العام لسد الفراغ الرهيب والانعدام الفاضح لأي مُنجَز قابل للتدشين ولبروباكندا الإعلامية
ربنا أخرِجنا منها فإنْ عُدنا فإنا ظالمون
د. خالد عبد الودود