مبعوث الرئيس ينهي جولته الغريبة في الحوض الشرقي

سبت, 12/03/2022 - 15:55

القي الستار على جولة الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية السيد مولاي محمد لقظف في جميع مقاطعات الحوض الشرقي، بعد آخر محطة له، والتي أريد لها أن تكون معقل أنصار الوزير السابق يحي ولد حدمين.

ويرى معظم سكان ولاية الحوض الشرقي أن ولد محمد لقظف مكلف باختيار مرشحي الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة، رغم تلميح الأخير ببرائته من دم يعقوب، بينما رأى آخرون أن مهمة ولد محمد لقظف تنموية بوصفه المهندس لمشاريع الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الماثلة في الولاية، والتي دخل بعضها إلى العناية المركزة.

ورغم ما أثارته طبيعة المهمة الغامضة من جدل بين المهتمين بالشأن السياسي، إلا أن نتائجها كانت أكثر غموضا.

ومما حير الجميع لأول وهلة قرار السلطات العليا إرسال مبعوث إلى مسقط رأسه لمعرفة التوازنات السياسية، والتي من الوارد أن يكون طرفا فيها، وهي سابقة جديدة قد لا تدعم على الأقل، الوقوف على مسافة من جميع الأطراف السياسية في الولاية.

ونقل سياسيون التقوا بمعوث الرئيس، لموقع "صوت"، معلومات مهمة حول طبيعة المهمة، كشفت أن الزيارات الكرنفالية رغم ما شهدته من "نحائر" وكرم الضيافة، ركزت نظريا على الجانبين التنموي والسياسي.

وأضافت المعلومات أن الوزير الأمين العام للرئاسة، كان يسأل الوفود عن طبيعة مهتهم هل هي تنموية! أم سياسية!.

فإن كانت مهمتهم سياسية تحدث عن الترشيحات وأنهم سيكونون مصدر قرار ترشيح الحزب الحاكم، وأن السلطات "لن تدع أحدا على قارعة الطريق" في إشارة إلى التعويض عن الترشيح، وهو التزام قد يدفع جميع سكان ولاية الحوض الشرقي إلى الترشح للانتخابات القادمة.

وإن كانت المهمة تنموية تحدث عن مشروع اظهر وعن مشاريع كبرى ستلامس حياة المواطن، وعن عدم رضى الرئيس عن طريقة تنفيذ المشاريع التي تشرف عليها حكومة ولد بلال.

انعكاسات الزيارة على الولاية

ورغم انتعاش سوق الإبل بعد أشهر من تراجعه بسبب الحمى القلاعية، إلا أن زيارة الوزير الأمين العام للرئاسة انعشت السوق بسبب البحث عن "النحائر" لمبعوث رئيس الجمهورية، لكن الزيارة أعادت الولاية قبليا إلى عصر فترة معاوية ولد الطايع، حيث عززت التكتلات القبلية وجودها في الولاية، وبدت المجموعات القبلية أكثر تصدرا للمشهد السياسي، وبدى التنافس القادم قبليا بامتياز.

توقع بتزايد المترشحين في ولاية الحوض الشرقي، في ظل تطمينات مبعوث الرئيس "أن الدولة لن تترك أحدا من المرشحين على قارعة الطريق"، وهو عرض مغري لأصحاب المصالح الشخصية، والطامعين في مناصب سامية في الدولة، قد يدفعهم إلى مغامرة الاعلان عن الترشح.

وكان وجيها وسياسيا بارزا في ولاية الحوض الشرقي قد قلل في تصريح لموقع "صوت" من أهمية جولة مبعوث الرئيس، التي تقاعس عنها أبرز الشخصيات الأكثر تأثيرا في الساحة السياسية، والذين لم يحرك بعضهم ساكنا رغم دعمه لولد الغزواني، بينما كان أبرزهم في ضيافة ولد عبد العزيز، حسب قوله.

ولعل الزيارة كانت تستهدف الاطلاع على الأوضاع المعيشية للسكان، والمشاكل العالقة، ونقلها بأمان إلى السلطات العليا، إلا أن الشهية السياسية والتنافس على ترشيح الحزب الحاكم، قد حول الجولة إلى موسم سياسي وتنافس بين القبائل في تقديم الاقتراحات للحزب الحاكم بمرشحين على مقاساتهم.

ومهما يكن من أمر فإن جولة مبعوث رئيس الجمهورية في عواصم مقاطعات ولاية الحوض، مهمة لم تكن بأوضح من نتائجها المرجوة.

موقع "صوت"