تزامن ملف اتهام العشرية وقائدها مع صدور آلاف الاحكام ومن مختلف المستويات كنوع من دعم القائمين على اعداد الملف وحثهم على ادانة الرجل- الرئيس السابق لأغراض مجهولة جدا لأنها خاصة جدا ولأنها ظلت خفية في النفوس طيلة العشرية ولأن الآمرين بها من مختلف فرق نظام العشرية نفسه ، من معارضته ومن موالاته على حدِِ سوى ، واليوم ونحن على بعد ايام قليلة من اول محاكمة تجري وفق رغبة السلطة التشريعية و بتزكية - معلنة او ضمنية - من السلطة التنفيذية ، استبقت بعض الجهات انعقاد الجلسة و حددت بالارقام مدد السجن الذي تراوح مابين شهور الى أزيد من عشرين سنة مع حرمان المتهم من جميع حقوقه ومصادرة ممتلكاته وممتلكات اسرته التي اعترى معظمها التلف والاهمال و التحايل ، بعد ان عملت طلية فترة اعداد الملف على تشويهه و التشهير به واستفزاز رجال مؤمنين ونساء مؤمنات اصابت جحافل الاتهام وجنود التشهير منهم معرة بعلم وسبق اصرار و ترصد و انتقام اعتمادا على مؤسسات الجمهورية و زجا بتلك المؤسسات في صراع نفوذِ و تأكيد وجودِ ذابل ضد صديق ودود ورفيق درب مفتون بأرضه وصون عرضه وحب شعبه و قوة رفضه .
والغريب أن من بين المحاكم التي اصدرت احكامها محاكم تمنع على المتهم حق الدفاع وتطالب باعدامه في بيان واضح لما وصلته احقاد "قضاة" تلك المحاكم المدفوعة الثمن او الموجهة من بعض بيادق الرهط المشترك في اعداد الملف لقضاء ثأر فائت -،ارغمه الضحية اليوم - على ارجاع مال الشعب و احترام قيمه و اخلاقه و كل مكونات مجتمعه وحق الجميع في الاستفادة المتساوية من شعار الجمهورية ( شرف - إخاء – عدل).
إن تعدد المحاكم في فضاء جمهورية عاصمة الثقافة يتعارض مع وصفها و يشوه صورتها و يدين قادتها اكثر مما يدين زعيمها المتهم من لدن فريقه و خصومه و من خلفهم من اليهود والاعراب و اصحاب الاعراف ، والاغرب ان تراكم الاحكام النافذة لم يلفت انتباه المختارين لبعض المهام الرسمية وشبه الرسمية مثل ما ثار انتباههم تصريح محام مخضرم وهيئة دفاع عن مظلوم لا تزال تبحث عن ملف اتهامه وتتوسل الى من بيده الامر تدارك الأخطاء والتجاوزات الفادحة في حق دستور الجمهورية وقانونها و رئيسها السابق و هيئة الدفاع عنه تلك الحقوق التي يترتب على خرقها ما يكفي لجلب الجميع لقفص الاتهام عاجلا أم آجلا وهي التصرفات التي ستؤسس لحقب من الانتقام و الانتقام المضاد وهو ما لا تتحمله الحمهورية الفقيرة ولا شعبها المتسول و لا يخدم حاضرها المخيف و لا مستقبلها المجهول ولا ماضيها المنتهب
سيدي عيلال