كان ادهم بن عسقلة كبير اللصوص في العهد العباسي، ولما توفي ترك وصية لأتباعه من اللصوص، وكان من ضمنها:
"لا تسرقوا امرأة ولا جارا ولا فقيرا، وإذا سرقتم بيتا فاسرقوا نصفه، واتركوا النصف الآخر ليعيش عليه أهله، ولا تكونوا مع الأنذال"
على روحك السكينة يا ابن عسقلة، كم أنت طيب ومنصف ومشرع، ما احوجنا إلى مثلك في بلاد المنارة والرباط!.
نم قرير العين.. لقد كان عهدك يا ابن عسقلة عهد شرف، تسرق الغني المكتنز، والبخيل الممتنع، وسار اتباعك على نهجك ووصيتك، وكانوا خير رعيل!
لقد خذلك اللصوص يا ابن عسقلة في القرن الواحد والعشرون، وقلبوا الأمور رأسا على عقب، فاتخذوا من النفوذ والورع والتقوى مطية للنهب والسلب والاستحواذ على الكنوز والبنوك والثروات.
لقد استنوا بعدك يا ابن عسقلة بسنة ابن سلول في السياسة، فانتخبوا من الساسة، ابن جبير، وابن أم حميدة، وأبا العلاء وابن أمّ الخَلَنْدَج نوابا مارسوا هويتهم تحت قبة البرلمان، فظهرت حيتان مخيفة من مافيا العصابات وتجار الأزمات وباعة السموم واصبح المليار وحدة القياس لسرقة المال العام، والسجن آلية لردع أصحاب الأقلام، ونفخت الفواتر حتى وصل سعر الشاي "أتاي اجماعة" إلى 3 ملايين أوقية!!.
لقد خانوا وصيتك يا ابن عسقلة، فأصبح النفاق ولاء والنصح عداء في دولة غريبة ومعقدة، مجنونها مجذوب ومختلها صالح، وسارقها سيد بهي ورمز محمي، وفاعل مذموم ولحمه مسموم، ومعارض آبق، ومنافق صادق.
شآبيب على قبرك يا ابن عسقلة، لقد سقط الجزاء والعقوبة، ولم يعد المذنب يخاف صولة العقاب، ولا المحسن يرجو حظه من الثواب .
أيـنَ المَـفَرُّ ولا مَفَرَّ لهارِبٍ "" ولكَ البسيطانِ الثّرى والماء
أين المفر يا ابن عسقلة، لمن يعيش على أرض شاسعة تعوم على بحار من ذهب ومعادن نفيسة، وتنوء بشعب فقير، لا يعرف أين يساق.
لروحك الطيبة، لقد استبدلوا الدينار والدرهم بعملة وطنية، وبنكا مركزيا يُصدرها!!.
لقد قسموا وكالاته بين خاصيتهم بحكم الزمان والمكان، حيث تصل فوائد القروض على الضعفاء إلى أكثر من 100% في بعض الأحيان، ولم يراعوا وصيتك في الجار والفقير.
أين أنت يا ابن عسقلة، لتسمع استغاثة النساء وبكاء الصبيان ؟، أين أنت لترى معاناة الفقراء بسبب الحرمان، في ظل أسعار تطاول السماء السابعة .
أين أنت يا ابن عسقلة، لتسمع الأسئلة التي حيرت الجميع!، أين الثروات ومن يملكها؟ وأين القرارات ومن يصدرها؟.
فساد دون رادع، وثقافة نفاق شائع، وثروات بلد شاسع، أبدع الخلف بعدك، وأصبح الأتباع كلهم تائهون وراء ثروات هذا الشعب الفقير، لروحك الهنية.. لقد خان اللصوص "وصيتك" يا ابن عسقلة!!
مولاي الحسن مولاي عبد القادر