زرت مهرجان المدن القديمة لأول مرة خلال النسخة السابعة فى تيشيت بدعوة من السلطة الحاكمة ساعتها، بعد مبادرة من رئيس الحزب الحاكم طيب الذكر سيدي محمد ولد محم، ثم شاركت فى النسخة الثامنة بدعوة شخصية منه، وقد تولى قيادة القطاع،؛ قبل أن يغادر حكومة ولد عبد العزيز مستقيلا من منصبه ، رافضا المساومة على كرامته فى سلوك لم يتوقعه أحد من المتابعين للشأن العام فى ظل ارتهان النخب السياسية فى البلد للمواقع والمناصب.
وقد حرصت خلال مهرجان ولاته على الحضور ضمن وفد كبير من تحالف الأمل بالحوضين، ضم أغلب نخب المنطقة التي أنتمي إليها ؛ تقديرا للتظاهرة والمكان الذي يعني الكثير للمجتمع الذي أنتمي إليه، وكان وفدنا محل تقدير من الكل ، وخصه الوزير والطواقم الإدارية والأمنية بزيارة خاصة قبل ساعات من وصول الرئيس.
لم أحضر نسخة مهرجان شنقيط التى ترأسها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ؛ لأن الممسكين بزمام القطاع كانوا مشغولين بحضور منهم أهم وأقوم قيلا.
وحينما تولى الوزير المختار ولد داهي قيادة القطاع وجدت نفسي فى موعد جديد مع نسخة جديدة من حيث الشكل والتنظيم والحضور والمنجز للسكان على هامشها (مهرجان مدائن التراث بوادان) بدعوة كريمة من أخ كريم.
وقد حضرت النسخة الثالثة من المهرجان فى عهد صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني بمدينة تيشيت ، بدعوة كريمة من معالي الوزير محمد ولد أسويدات، وعرضوا مشكورين النقل والضيافة، ولكن أخترت المغامرة فى سيارتي الشخصية والإقامة خارج أجندة الضيافة الرسمية، ويدرك معالي الوزير السابق سيدي ولد الزين معني أن تغامر بسيارتك الشخصية نحو تيشيت، وقد جمعتنا الطريق؛ وفيها عشنا لحظات صعبة وجميلة عبر سهول وأودية وكثبان رملية تخبر السائر عن صعوبة الواقع قبل أن يحدث عنه المقيم العارف بدهاليز المنطقة وحياة القاطنين فيها.
واليوم تتجدد ذكري أخري للمدن القديمة فى الأيام الأخيرة من المأمورية الأولي لصاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني، والقطاع يدار هذه المرة من طرف أخي الأكبر أحمد ولد أج ، والذي أنشغل بترتيب أمور المهرجان وضمان حضور النخب السياسية والثقافية من كل المشارب عمن يعتقد أن حضوره تحصيل حاصل؛ بحكم الأخوة والإهتمام المعلوم بالمنطقة والرغبة البادية فى حضور أي نشاط يكون فيه الرئيس طرفا ؛ لضمان منحه الزخم الذي يستحق، قناعة بنهجه وتقديرا لمواقفه وعرفانا له بالجميل.
لم أزر القطاع منذ تعيينكم رغم عامل الأخوة والقرابة والصداقة قبل التعيين؛ ونظمت ثالث نسخة من مهرجان آوكار دون أن أحرجكم بطلب أو أزوركم مستفسرا عن دعم تمنحونه لكل المهرجانات، لكن أن تصل الأمور لهذا الحد من التجاهل ؛ فذلك مالم أتوقعه.
عموما معالي الوزير تصبحكم السلامة ويحالفكم الحظ والنجاح، وأنتم تكابدون من أجل كسب معركة التنظيم والتحضير والبحث عن الجديد مما ينفع المشاهد ويمكث فى الأرض..
أما نحن فقد قررنا متابعة المشهد عن بعد ؛ وفى أخبار الشجاعية مايغني عن الرقص على أنغام "لمرابط لاتنس دينك"..
وكل عام والأمة الموريتانية بخير .
(*) رئيس منتدي آوكار للتنمية والثقافة والإعلام