نظمت مجموعة من سكان مدينة ولاتة امس الأربعاء للمرة الثانية وقفة أمام رئاسة الجمهورية، وذلك للمطالبة بربط المدينة ببحيرة الظهر.
وقد عبر سكان ولاتة عن شعورهم بالاستياء والغبن ، وخاصة بعد إقصاء مدينتهم من مشروع بحيرة الظهر، الذي وصلت الأشغال فيه مرحلة متقدمة، والذي سيزود مدن تبعد (350 كلم من البحيرة) في الوقت الذي تحرم منه مدينة ولاتة التاريخية والتي تبعد من البحيرة(60 كلم) فقط.
وقد وصف بعضهم بحيرة اظهر بظل النخلة الذي لا يجده إلى من كان بعيدا منها .
وتتصدر مدينة ولاتة التاريخية قائمة المدن المهملة في مورتانيا ، وتحتفظ بسجل حافل ومتراكم من الحرمان والنسيان منذ اعلان الدولة الموريتانية .
وقد واكبت مدينة ولاتة التارخية ولادة الدولة الموريتاينة بكل احتساب وصبر وعُزْلة ، حيث هطلت حجارة ابنيتها الضاربة في القدم دموعا على ركامها المظلم تحت اشعة الشمس الحارة لترسم لوحة معبرة عن مدى إمعان الدولة في حرمان اقدم مدينة ضمن حوزتها الترابية .
ويُتوقع ان تحتضن مدينة ولاتة هذه السنة وللمرة الثانية ، النسخة "الثامنة" لمهرجان المدن القديمة تحت وقع مشاكل لها بداية.. وليس لها نهاية ، ابرزها :
ـ العزلة : حيث تقع مدينة ولاتة على بعد 100 كلم تقريبا من مدينة النعمة عاصمة الولاية يربطهما طريق وعر وصعب تخوض غماره سيارات رباعية الدفع ، تتزحلق عليه يوما كاملا
ـ الاوضاع المعيشية: أما الأوضاع المعيشية في المدينة ، فحدث ولا حرج ، ازمة العطش مزمنة ، ، ومواد غذائية تستورد بصعوبة من مدينة النعمة ، وتباع بعد وصولها بأسعار خيالية ، وليست متوفرة في اغلب الأحيان ، نسبة البطالة 100%.
ـ هجرة السكان: تعتبر المدينة شبه خالية من سكانها الأصليين الذين هجروها تدريجيا تحت تأثير العزلة والازمات المعيشية المتلاحقة ، وفضلوا التفرج على معاناتها من العاصمة نواكشوط ، إلا ان مستوطنين ممن حولها تمسكوا بها ، وهو ما ابقى على بصيص حياة في المدينة التاريخية التي تنكر لها ابنائها ، وتجاهلتها الأنظمة.
يوجد ضمنيا فيها حاكم مقاطعة مرتبط اجتماعيا بالمكون السكاني للمدينة!! ، وغائب في اغلب الاحيان ، تفتقر إلى قاض منذ اكثر من عقد من الزمن!!! ، تحكم "عسكريا" بفرقة من الدرك الوطني ، وتضم مدرستين مغلقتين في اغلب الاحيان! ، ونقطة صحية مصادرها البشرية تتمثل في "قابلة" واحدة وممرض يسكنان في مدينة النعمة!! .
وهكذا ترزح مدينة ولاتة بهذه المعانات في اتجاه مصير نظيراتها من امثال مدينتي كومبي صالح ، وآودغست.
العطش يدفع سكان مدينة "ولاتـة" لوقفة أمام الرئاسة في نواكشوط (تفاصيل مثيرة)