إدمان من نوع آخر

اثنين, 01/29/2024 - 21:11

تعلمنا منذ أن كنا صغاراً أن الإدمان يؤدي إلى طريقين لا ثالث لهما، الطريق الأول وهو الضياع في طريق المجهول، وقد ينجو الفرد منه إذا ما توافرت عوامل كثيرة عدة أهمها الترابط الأسري ووجود نية للتغيير وتوفُّر العلاج المناسب في الوقت المناسب، أما الطريق الثاني فهو الموت للأسف الشديد عندما ينهار جسد الإنسان المدمن بعد وصوله إلى مرحلة معينة.
الإدمان مصنَّف عندنا إلى إدمان على المشروبات الكحولية أو إدمان المواد المخدِّرة المختلفة، لكننا الآن نجد إدماناً من نوع آخر، إنه إدمان ملامحه ماتزال مجهولة للكثيرين..!!
لقد اهتز الإعلام العالمي على لعبة يتم تحميلها على أجهزة الموبايل، متكونة من عدة مراحل، كل مرحلة فيها نوع من الخطورة حتى ينتهى الأمر بمن اشترك بهذه اللعبة إلى الانتحار، وقد نجا منها عدد قليل جداً، وقد صنَّف المختصون هذه اللعبة بأنها تجعل مستخدمها مدمناً وتُدخِله في دوامة حتى تقضي عليه ، وبعد أن أطلع عليها علماء نفسيين قالوا أن المشرف على اللعبة مستحيل يكون أنسان عادي فاللعبة معدة بطريقة بارعة ومدروسة للقضاء بالنهاية على من يلعبها وينهي حياته بيديه ،وهو مقتنع ويشعر بالسعادة أنه حقق شيء ..؟؟
والآن نجد ألعاباً كثيرة ومستخدموها بالملايين، صحيح أنها ليست قاتلة، لكن علماء النفس صنَّفوا مستخدميها بالمدمنين، فلم تعد حياتهم بالطبيعية لأن عقولهم وحواسَّهم ليست منصبة على واقعهم الذي يعيشونه بل على اللعبة التي تشغل وقتهم بالكامل، حيث وصل الأمر أن بعضهم لا يخرج إلا نادرا ويتناول الطعام سريع التحضير أو من المطاعم عبر طلبات التوصيل ،والمحزن  أن من يصل لدرجة الإدمان القصوى يرتدى "حفاظات " للكبار فهو يرفض أن يذهب للحمام لقضاء حاجته خوفا من أن تضيع دقائق معدودات من اللعبة الغارق فيها .
أما الإدمان الآخر فهو على المشاهد الجنسية التي باتت متاحة بسبب شبكة الإنترنت لكل من هب ودب، وهذا الإدمان له جوانب اجتماعية وسلوكية غير محمودة ومخيفة، أشبعها علماء النفس دراسة وبحثاً، وبتنا نسمع كل يوم عن حوادث تهز مجتمعاتنا  ، حيث يرى المدمن  كل "أنثى " تصادفه من منظور جنسي بحت، لأن غرائزه مضطربة وفي حالة غليان ، لأنه يملأ عقله بمشاهد جنسية ويريد تطبيق ما يراه بحذافيره .
بروفسور حسين علي غالب بابان
أكاديمي وكاتب كردي مقيم في بريطانيا
رقم الهاتف والواتساب
00962781181634
البريد الالكتروني
babanspp@yahoo.com
صفحة الفيسبوك
https://www.facebook.com/babanspp