هو عبد الله العتيق ولد سيدي ولد سيدي احمد ولد اعل ولد آوبك ، توفي رحمه الله وهو في حدود الثلاثين من العمر وذلك أواخر المائة الثالثة بعد الألف من التقويم الهجري .
ينتمي العتيق إلى قبيلة العبلات في مشظوف الكبرى .
ويعود تاريخ إسم العبلات إلى أصول عربية ضاربة في القدم ، ويرمز الإسم إلى أول مصاهرة بين أكبر قبيلتين عربيتين ، وهما قبيلة قريش وتميم.
وذلك عندما تزوج عبد شمس ابن عبد مناف القرشي عبلة بنت عبيد ابن جازل التميمي ، فكان أبناء عبلة وأحفادها من عبد شمس يطلق عليهم "العبلات" ، واستمر الاسم ليستقر في قبيلة مشظوف حتى اليوم.
هذا وكان عبد الله العتيق فحل القبيلة هيبة وشجاعة ، لم يخرج أشرا ولا بطرا ولا طمعا ، وانما وهب نفسه دفاعا عن المظلوم وغضبا لدين الله ، وتعظيما لحرماته ، ومواجهة للمراء والبدع فيه.
وكان العتيق اجود الامراء وقد لقب بالعتيق بعد ان اعتق كل ما يملك لوجه الله تعالى وذلك في حادثة مشهورة فسماه ا لناس عبد الله العتيق .
ومن ابرز مناقبه واكثرها شهرة محبته لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه للشرفاء والحرص على مجالستهم.
وقد توفي الأمير الشاب عندما نصب له كمين قرب هضبة "تنفرين" ، تم خلاله تبادل النار بينه وبعض مناوئيه من أبناء قبيلته ، أصيب بجروح بالغة على اثرها إلي تجال "السترية" على بعد 2 كلم من مكان الحادث حيث توفي رحمه الله متأثرا بجراحه ، ليدفن إلى جانب التجال المذكور وحيدا في ذلك المكان.
وقد امتلأ المدفن الذي بدأ بضريح العتيق بالشرفاء حيث دفن معه الشريف العالم مولاي عبد الله بن باب ، والشريف بلاتي ولد اشريف ، والعالم والقاضي الشريف مولاي عبد القادر بن باب بن مولاي الحسن ، والشريف مولاي عبد القادر بن سيدي الملقب زيان بن مولاي الحسن .
وكانت أسرة أهل مولاي الحسن الولاتية في قرية السترية قد تقرت على بعد أمتار من المدفن الذي يرقد فيه العتيق مع معظم مشاهير الأسرة ، يدعون له ويذكرون مناقبه.
ومن أشهر أبناء العتيق ابنه سيدي التائب رحمه الله ، وكان هو الآخر ممدحا مليح الشكل ، تتبع أصحاب البدع فأفحمهم بقوة إيمانه حتى أطلق عليه بعضهم لقب سيدي الكافر.
وكانت قبيلة مشظوف قد حكمت منطقة الحوض بعد حكم أولاد أمبارك ، وتميز حكمها بتطبيق الشريعة الاسلامية مستعينة في ذلك بعلماء وفقهاء المنطقة ، وقد استمرت فترة حكم مشظوف 50 سنة انتهت بدخول المستعمر الفرنسي إلى المنطقة.